أوقات الأجواء الصافية قليلة في شتاء أوروبا، لذلك فإن للناس هناك طرقاً مختلفة في اغتنامها والاستفادة من لحظاتها في تجديد النفس وإعادة شحنها بطاقة من صفاء الطبيعة وهدوء أجوائها. وفي هذه الصورة نرى رجلاً يجلس مسترخياً وقد أسند ظهره إلى جذع شجرة كبيرة في "الحدائق الإنجليزية" بمدينة ميونيخ الألمانية، فيما ارتفعت درجات الحرارة إلى 20 درجة مئوية، وهو رقم قياسي في مثل هذه الفترة من شتاء أوروبا القارس وشديد البرودة. وقديماً تطرق المؤرخون والفلاسفة إلى العلاقة بين أنماط شخصية الشعوب وبين بيئتها الطبيعية، فتحدثوا عن الشخصية الانفعالية لشعوب المناطق الحارة، والشخصية الانطوائية لشعوب المناطق الجبلية، وربما أشار بعضهم إلى سمات عنيفة لدى شعوب المناطق ذات التقلبات المناخية العاتية. لكن في هذه المناطق كان مولد الأدب الرومانسي، وظهور الفلسفات المثالية الحالمة، وكثير من نتاجات الفكر التأملي الخالد... وسط هدوء الطبيعة وفي أوج هيجانها، لا فرق بين ذلك!