قرأت باهتمام مقال «المدارس الفلسفية بين الماضي والحاضر» للدكتور حسن حنفي، وأرى أن الدرس الفلسفي لعب دوراً كبيراً خلال القرن الماضي في رفد الفكر العربي بثقافة النقد والإبداع النظري الخلاق، ولذلك ظهر كثير من الفلاسفة والمفكرين النقديين في مصر والعالم العربي، ممن أحيوا التراث ونقدوه، ونظَّروا للحاضر والمستقبل. ولذلك أدعو إلى إبقاء تدريس الفلسفة مادة أساسية في التعليم العام، وخاصة بالنسبة للطلبة الذين يدرسون في التخصصات الأدبية، لأنها تقوي وتدعم تكوينهم المعرفي وتنمي قدرتهم على قراءة نصوص التراث، وإبداع واستلهام مناهج وفلسفات الحاضر في العالم من حولنا. والغريب أن بعض التيارات المتشددة ظلت على مر التاريخ تنظر للفلسفة نظرة غير مناسبة، وبناء على فهم غير منهجي لموضوعات الفلسفة ومناهجها وطريقتها في تنظيم التفكير وفهم العالم، هذا مع أن حضارتنا العربية الخالدة لم تزدهر إلا في العصر الذي ازدهر فيه الفكر الفلسفي والنقدي، وخاصة في العهدين العباسي، والأندلسي. يوسف السيد - الكويت