قرأت مقال الدكتور أحمد عبدالملك: «الثورات العربية... وغياب النموذج»، الذي ذهب فيه إلى أن الثورات العربية لم تتمكن من تحقيق ما أمِلته شعوبها! بل لقد دخل بعضها في أنفاق مظلمة وعداوات، ودخل بعض آخر في متاهات دموية، وهذا الكلام من وجهة نظري الخاصة صحيح وحقيقي، وأعتقد أن السبب في كل هذا الاضطراب هو غياب رؤية جامعة تتفق عليها القوى السياسية الفاعلة في معظم تلك الدول، كما أن سقوط النظم السابقة ترك وراءه فراغاً سياسياً تسعى مختلف الأحزاب والجماعات لملئه بأجنداتها الخاصة، ووفق ما تمليه عليها مصالحها. ولو كان الأمر اقتصر على الصراع من أجل الكراسي وحده لسهل الأمر، ولكن المشكلة تكمن في تطور كثير من تلك الصراعات والتنافسات إلى أعمال عنف وحالة عارمة من عدم الاستقرار جعلت كثيراً من الناس ينظر بعدم تفاؤل إلى الأجواء العامة لما بات يسمى بالثورات العربية، وهذا طبعاً من حقهم، لأن الإنسان عندما يفقد الأمان والاستقرار في بلده يتقلص عنده هامش التوقعات بالنسبة للمستقبل. محمد خالد - القاهرة