لقد حان الوقت لاستعادة السيطرة على شبكاتنا الاجتماعية الخاصة لأن تلك الشبكات توضح لنا المرة تلو الأخرى، أننا لم نعد نمتلك السيطرة عليها، وأن ما تعنيه تلك الشبكات بالمشاركة في البيانات وتقاسمها لا يحمل نفس المعنى الذي كانت شبكة الإنترنت تعنيه في بداياتها. فموقع «فيس بوك»، على سبيل المثال، قام في الآونة الأخيرة بتعديل شروط خدمته حيث أزال سياسة التصويت للمستخدمين الوهميين المطبقة منذ سنوات. كما قام بتحديث شروط الخدمة لـتطبيق «إنتسجرام» الخاص بتبادل الصور بين الهواتف والأجهزة الذكية، مانحاً نفسه بذلك الحق في بيع صفحتك وغير ذلك من بيانات للمعلنين، بل وربما للقيام بإدخال صورك في الإعلانات رغم عدم الحصول على موافقتك على ذلك، وإن كان قد قام في وقت لاحق بإزالة هذه الفقرة. وفي نفس الوقت، نجد أن موقع «تويتر» يقوم هو الآخر، وعلى نحو متزايد، بالحد من الطرق التي يمكننا بها استخدام التغريدات. فعلى الرغم من أن الموقع كان قد بدأ منذ فترة قصيرة في السماح للمستخدمين بتنزيل أرشيف يحتوي على كل تغريداتهم، فمن الملاحظ أنه يصر الآن على عدم السماح للمستخدمين بإجراء أي شيء آخر ببياناتهم، كالقيام على سبيل المثال بإدماجها مع خدمات مثل «If This Than That». من حق أي موقع بالطبع أن يدير نفسه أو يرسم سياساته على النحو الذي يرغبه، لكن من حقك أنت في نفس الوقت أن تشترك فيه أو لا تشترك، حسبما ترغب. لكني مع ذلك أود أن أقترح طريقاً ثالثاً يمكن أن يجعلك متحكماً في موادك الخاصة، وهو «المدونات» التي نعرفها جميعاً بالطبع. قد يبدو هذا الاقتراح بمثابة العودة إلى الوراء على أساس أن أهمية المدونات قد تراجعت خلال السنوات الأخيرة مقارنة بأشكال ووسائل التعبير الأخرى، التي شهدت تطوراً ورواجاً كبيراً خلال نفس الفترة. لكن مع ذلك يوجد الكثير من الأشخاص الذين يدركون قيمة المدونات، مثل «مات مالينويج» مؤسس موقع WordPress الذي قال لي الأسبوع الماضي: «لقد استخدمت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فريندستر وفيس بوك وغيرها من المواقع العديدة على الشبكة، لكن هذه المواقع تأتي وتذهب بينما أشعر أن موقع التدوين الخاص بي هو بيتي على شبكة الإنترنت». ويضيف مالينويج قائلا:«إن ما تغير خلال السنوات الأخيرة هو أن مستخدمي المدونات قد باتوا يشعرون بأنهم باتوا أكثر عزلةً لأن مواقع التدوين الخاصة بهم لم تكن متصلة بوصلات التغذية الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي التي ذاعت شهرتها خلال السنوات الماضية». والخبر السعيد هو أنه قد بات في مقدورنا العودة إلى المدونات من دون الحاجة للتخلي عن شبكات التواصل الاجتماعي. ليس هذا فحسب بل إنه قد بات من الأمور التي تزداد سهولة على الدوام استخدام مدوناتنا كمراكز لعالمنا الاجتماعي (عالمنا كما نعيشه على شبكات التواصل الاجتماعي). فعلى الرغم من أن الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر» تمتنع في الوقت الراهن عن اقتسام بياناتها مع الشبكات الأخرى (بمعنى الامتناع عن إخراج تلك البيانات لتلك المواقع)؛ إلا أنها تتلهف لقيام المواقع الاجتماعية الأخرى باقتسام بياناتها معها (بمعنى السماح بدخول بيانات تلك المواقع إليها). وهذا تحديداً هو السبب في أن موقع «تويتر» لم يعد يسمح لنا بتحديث وضعنا على LinkedIn انطلاقاً من تويتر في حين يسمح لنا بتحديث وضعنا على «تويتر» نفسه انطلاقاً منLinkedIn. لذلك، إذا لم يريدوا أن يتقاسموا بياناتهم معك فلا تلح عليهم، ودعهم وشأنهم، وقم أنت بجعل موقعك هو المصدر وتقاسمه مع الشبكات الاجتماعية الأخرى كوسيلة للبقاء على اتصال مع أصدقائك هناك. وإذا ما كنت من مستخدمي موقع WordPress، فإن ذلك الموقع يحتوي على خاصية تدعى Publicize تجعل من ذلك شيئاً في غاية السهولة. فعن طريق هذه الخاصية يمكنك وصل المدونة الخاصة بك مع المواقع الاجتماعية التي تريد تحديثها، سواء أكانت «تويتر» أم «فيس بوك» أم LinkedIn ، أمTumblr. ليس هذا فحسب بل يمكنك الربط بينها وبين تحديثات بروفايل «ياهو»، وبمجرد أن تقوم بالربط فإن أي قيد تطبعه في المدونة الخاصة بك سوف ينتقل تلقائياً إلى الشبكة الاجتماعية التي اخترتها. قال لي مالينويج، مؤسس موقع WordPress الذي أشرت إليه آنفاً: «ليس هناك من حاجة للقول إن مستخدمي WordPress يعتبرون من أكثر المستخدمين للشبكات الاجتماعية معرفة وبراعة. فهم يمتلكون حسابات في كافة الشبكات والمواقع. لذلك فإنه من الصعوبة بمكان تقديم شيء مختلف... شيء يميل ناحية المحتوى الطويل الأمد بدلا من شيء يهدف للفت النظر لفترة قصيرة من الوقت ولا يتطلب تركيزاً بحيث يمكن للمرء أن يلقي نظرة سريعة عليه في أي وقت. تخيلوا معي أنه بالإضافة إلى امتلاكنا لكلماتنا الخاصة التي ندونها في مواقع المدونات الخاصة بنا، سوف يكون لدينا القدرة أيضاً على التفكير على نحو أكثر عمقاً في هذه الكلمات، لأنها ستظل في مكانها لفترة طويلة تتيح لنا الرجوع إليها من وقت لآخر. ------- ديلان تويني كاتب أميركي متخصص في شؤون العلوم والتقنية -------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»