منذ بداية الثورة المصرية وميدان التحرير في وسط القاهرة لا يخلو عادة من تظاهرات وتظاهرات مضادة، ويعج على الدوام بمقيمين مخيمين، أو عابرين، وهو ما خلق سوقاً موازية لبعض أصحاب المهن البسيطة والصنائع مثل بائع الكعك الذي نراه هنا متجهاً إلى الميدان، للتسبب في قوت أبنائه، وكله أمل في أن يجد هناك بعض أصحاب المليونيات والملايين، ممن أخذ منهم إعياء التظاهر والخطابة، وطول المقام في الميدان، بما قد يجعلهم يرسلون أيديهم إلى حافظات نقودهم لشراء الكعك، وتوزيعه على أنصارهم، وجمهور مليونياتهم. ومع أن عبء الحِمل يبدو مرهقاً، إلا أن كل ذلك يهون في سبيل تحصيل نقود قليلة تساعد في مواجهة أعباء الحياة اليومية، وتكاليف المعيشة المرهقة لأصحاب الدخل المحدود، والمشتغلين في مهن وصنائع القطاع غير المصنف، وغير المنتظم، لأنهم كانوا في مقدمة ضحايا حالة عدم الاستقرار السياسي، وتراجع قطاع السياحة، وارتباك الدورة الاقتصادية. (اب)