استقرار المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له من الأوليات التي تؤكد عليها القيادة الرشيدة دائماً بالأفعال لا بالأقوال، وتترجمها إلى مبادرات وطنية ومشاريع سكنية وخدماتية واسعة تشمل الإمارات كافة. وتقوم لجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بتنفيذ رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بإحلال وبناء عشرة آلاف فيلا سكنية للمواطنين في كافة أرجاء الدولة بكلفة 10 مليارات درهم، وتنفيذ هذه التوجيهات بالسرعة المطلوبة، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لضمان سرعة الإنجاز وتأمين البنى التحتية والخدمات للمساكن الجديدة وفي مقدمتها الكهرباء والماء والطرق. كما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مؤخراً مرسوماً بإنشاء هيئة أبوظبي للإسكان تتبع المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في مبادرة تأتي لتسخير كافة الإمكانيات لتوفير الحياة الكريمة لأبناء الوطن من خلال توفير المسكن الملائم للمواطنين. إن المجمعات السكنية التي سيتم إنشاؤها سواء في إمارة أبوظبي أو على مستوى إمارات الدولة ستأخذ بعين الاعتبار احتياجات المواطنين الحالية والمستقبلية، من حيث احتوائها على خدمات متنوعة مثل صالة متعددة الأغراض يمكن استخدامها كمجلس للحي يجمع الآباء والشباب والشياب أو لإقامة المناسبات كالأعراس وغيرها، بالإضافة إلى توفير مرافق تلبي متطلبات المواطنين في المنطقة وتيسر عليهم سبل الحياة الراقية والمستقرة. كما تنسجم المجمعات السكنية مع رؤية التنمية المستدامة حيث روعي في التخطيط إنشاء محطات لتنقية مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في أغراض الري، وروعيت كذلك في تخطيطها الاحتياجات المستقبلية للأسر والمجتمع ككل والتطورات التي تطرأ خلال العقود المقبلة من تزايد عدد أفراد الأسرة وتزايد السكان بشكل عام وما يتطلبه ذلك من مساحات وخدمات ومرافق. إن هذه المبادرات من شأنها أن توفر استقراراً طويل الأمد للأسر من خلال توفير المسكن الذي يعد من أهم دعائم الاستقرار في أي مجتمع بشري ويأتي في أهميته بعد الغذاء والأمن. نأمل أن تعالج لجان المبادرات والهيئات الإسكانية الجديدة بعض المشاكل التي عانى منها العديد من الأسر سواء الخاص بالتأخر في الحصول على المسكن المناسب والانتظار لسنوات في قوائم وكشوفات المستحقين للأراضي أو المساكن لحين إصدار قرارات التخصيص. إن المبادرات الجديدة من شأنها أن توفر المسكن الخاص للأسرة المواطنة دون أن يضطر رب الأسرة إلى الاستئجار لسنوات طويلة، ويمكن أبناءه من أن ينشأوا في بيت العمر الخاص بهم. إن توفير المسكن الملائم لكل أسرة مواطنة ليس بالتحدي اليسير ولا المشروع الذي سيتحقق في يوم وليلة... ولكن مع وجود قيادة لا تعترف بالمستحيل ومؤمنة بضرورة توفير سبل الاستقرار والعدالة الاجتماعية للمواطنين، فإن إرادتهم تحولت إلى مشاريع على أرض الواقع تتطلب تضافر كافة الجهات المعنية من أجل تحقيق هذه الرؤى بالجودة والسرعة المطلوبتين. إن دولة الإمارات منذ نشأتها أولت المواطن أهمية كبيرة، وعملت على تسخير الثروة التي حباها الله للوطن لما يحقق تنمية الوطن والمواطن ورفاهيته، والذي على عاتقه أن يرد الجميل للوطن ويخلص في أداء واجبات المواطنة الحقة.