بين تأمين «الكيمياوي» في سوريا... وتقنين السلاح الناري في أميركا خطر الأسلحة الكيمياوية السورية، وفوز «بارك جيون هاي» في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية، وضرورة إصلاح قوانين حمل السلاح في الولايات المتحدة، وعودة الحزب الديمقراطي الليبرالي إلى الحكم في اليابان... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. سوريا وخطر «الكيماوي» صحيفة «جابان تايمز» اليابانية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على خطر الأسلحة الكيمياوية في سوريا وتقييم احتمالات لجوء النظام السوري إلى استعمالها في الحرب ضد المعارضة، وذلك على خلفية تقارير استخبارية أميركية حديثة تفيد بنقل كميات من هذه الترسانة وتحميلها على قنابل، إضافة إلى تحذيرات مسؤولين أميركيين من أن استعمالها سيمثل تخطياً لخط أحمر وسيستدعي بالتالي تدخلاً حازماً. الصحيفة قالت إنه من الممكن أن المعلومات التي تلقتها الولايات المتحدة غير دقيقة، وأن الهدف من نقل كميات من الأسلحة النووية هو الإشارة إلى يأس دمشق وبالتالي تقوية موقفها في التفاوض حول شروط تسليم السلطة في نهاية المطاف. وبالتالي، فـ«ربما ليس من قبيل الصدف أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التقت في السادس من هذا الشهر مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف من أجل بحث الخطوات التالية بشأن عملية السلام، علماً بأنه كانت ثمة مؤشرات على تحول في موقف روسيا، التي تعتبر أقوى حليف لسوريا، على رغم أنه ليس ثمة مؤشر على أن موسكو مستعدة لسحب دعمها». وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن مجموعات المعارضة حققت مكاسب مؤخراً، وإن كانت الحرب الأهلية برمتها تتأرجح على نحو دموي، تارة لهذا الطرف وتارة للطرف الآخر. غير أن خيارات التعاطي مع هذا التهديد محدودة، تقول الصحيفة. ذلك أن مهاجمة أسلحة كيمياوية يعد أمراً صعباً نظراً لأن مواقعها غير معروفة ولأن قصفها يمكن أن يؤدي إلى انبعاث الغازات القاتلة، ما سيتسبب في الإصابات نفسها التي يفترض أن تعمل مثل هذه الهجمات على تجنبها. على أن محاولة الاستيلاء والسيطرة عليها لا تقل صعوبة أيضاً، لأنه لا يعرف المكان أو الأماكن التي تخبأ فيها هذه الأسلحة، ولأن التقديرات تشير إلى أنه ستكون ثمة حاجة إلى نحو 75 ألف جندي من أجل إيجاد وتأمين ترسانة من هذا الحجم. إن النظم اليائسة تقوم بأشياء تنم عن اليأس، تقول الصحيفة. ولهذا يجب على الولايات المتحدة، إلى جانب كل الدول الأخرى، أن تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها مؤداها أن استعمال الأسلحة الكيمياوية يمثل خرقاً للقانون الدولي وأن مستعمليها -أولئك الذين يتخذون قرار استعمال مثل هذه الأسلحة وأولئك الذين ينفذون العمل فعلياً- سيحمَّلون المسؤولية وسيحاسَبون على ذلك. «بارك» تصنع التاريخ تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «تشاينا ديلي» افتتاحية عددها ليوم الخميس وخصصتها للتعليق على فوز بارك جيون هاي بالانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية لتصبح بذلك أول امرأة تتبوأ هذا المنصب بعد منافسة محتدمة مع خصمها الليبرالي «مون جاي». وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الكيفية التي ستفي بها «بارك» بالوعود التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية لخلق «عهد جديد» في رابع أكبر اقتصاد آسيوي ستكون لها أهمية كبيرة جداً بالنسبة للبلد التاسع والعشرين من حيث الغنى في العالم. وفي معرض تحليلها لأسباب نجاح بارك، قالت الصحيفة إن انتصارها ربما يعبر عن شوق وحنين مواطنيها إلى حكم والدها الذي دام 18 عاماً، وقد ساعد على انتشال كوريا الجنوبية من الفقر والارتقاء بها إلى وضع الدولة المتقدمة، مضيفة أن جهودها الرامية إلى التخفيف من موقفها المحافظ وجعل آرائها مختلفة عن آراء الرئيس الحالي «لي ميانج باك» قد ساهمت أيضاً في هذا الفوز. ذلك أن الاقتصاد الكوري الجنوبي تباطأ خلال الخمس سنوات التي قضاها «باك» سلفها في الحكم بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، كما أن التفاوت الاجتماعي وارتفاع بطالة الشباب جعلا «لي» مفتقراً للشعبية على نحو متزايد. وبالنظر إلى أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية أصبح هشاً على نحو متزايد، تقول الصحيفة، فإن نقل السلطة في كوريا الجنوبية يمكن أن يوفر فرصة جيدة للأطراف المعنية حتى تجدد جهودها الدبلوماسية التي يمكن أن تعبّد الطريق لسلام واستقرار دائمين في شبه الجزيرة. وفي هذا السياق، ذكَّرت الصحيفة بأن بارك اقترحت خلال الحملة الانتخابية «عملية بناء ثقة» في شبه الجزيرة، مضيفة أنها تدرك أن تحسين العلاقات بين سيئول وبيونج يانج يخدم مصالح الاثنتين والمنطقة ككل، والأمل أن تترجم الأقوال إلى أفعال في القريب العاجل. معضلة السلاح علقت صحيفة «ذا إيدج» الأسترالية على مذبحة نيوتاون التي هزت أميركا وأقدم خلالها شاب في وقت سابق من هذا الشهر على قتل 20 طفلا وستة معلمين بإحدى مدارس ولاية كونكتيكيت الأميركية. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن أوباما بدأ يخطو خطوات صغيرة في اتجاه إصلاح قوانين السلاح حيث تعهد غداة المذبحة الشنيعة برفع تدابير جديدة تتعلق بحيازة السلاح إلى الكونجرس «في أجل أقصاه يناير». غير أن ما سينص عليه القانون ليس واضحاً، تقول الصحيفة. ذلك أنه قد يكون مجرد حظر على الأسلحة الهجومية، مثل الأسلحة شبه الأتوماتيكية التي تلقم بسرعة. وقد يكون أكثر من ذلك. ولهذا الغرض، شكل أوباما لجنة خاصة، يقودها نائب الرئيس «جو بايدن»، بقصد بحث ودراسة الخيارات الممكنة واعداً بأن توصياتها لن تهمش. الصحيفة شددت على أهمية أن يغتنم أوباما هذه اللحظة ليفرض تغييراً دراماتيكياً، تماماً على غرار ما فعله رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد في 1996 عندما بادر، عقب مذبحة «بورت آرثر» -التي قتل فيها 35 شخصاً- وبعد شهرين فقط على انتخابه، بحظر البنادق الهجومية وفرض الترخيص الإجباري وتسجيل الأسلحة النارية، وقال حينها كلمته المشهورة: «إننا لا نريد انتقال العدوى الأميركية إلى أستراليا». واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يمتلك أوباما السلطة الأخلاقية للقيام بجزء من ذلك على الأقل. وأي شيء دون هذا سيعني خذلاناً لأطفال كونيكتيكت الذين قضوا ولأهاليهم، وكذلك لأطفال الأجيال المقبلة. انتخابات اليابان صحيفة «ذا هيندو» الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس على انتخابات مجلس النواب التي جرت في اليابان في السادس عشر من هذا الشهر وأسفرت عن فوز كاسح لحزب شينزو آبي «الحزب الديمقراطي الليبرالي»، فوز تقول إنه يعيد طرح عدد من الأسئلة على اليابان والمنطقة. وعلى رغم أن «الحزب الديمقراطي الليبرالي»، الذي حصل على 294 مقعداً، فاز بأغلبية مطلقة، إلا أن «آبي» يعتزم تشكيل ائتلاف مع حزب «كوميتو الجديد» الأصغر، تقول الصحيفة. والنتيجة هزيمة ساحقة لـ«الحزب الديمقراطي الياباني»، الذي فاز بـ308 مقاعد في أغسطس 2009 منهياً احتكاراً لـ«الحزب الديمقراطي الليبرالي» دام 53 عاماً ما عدا 11 شهراً منها. وحسب الصحيفة، فإن مهمة «آبي» الداخلية الملحة هي إنعاش اقتصاد غرق في الركود لسنوات حيث تراجعت صادرات اليابان رداً على ارتفاع قيمة «الين»، كما أن البلاد تراجعت إلى المرتبة الثالثة خلف الصين ضمن ترتيب أقوى اقتصادات العالم. أما على الصعيد الدولي، تتابع الصحيفة، فإن فوز «آبي» أثار ردود فعل متفاوتة حيث ردت الصين، التي تعتبر أكبر شريك تجاري لليابان، على نحو غاضب على كلامه المتشدد حول جزر سينكاكو (أو دياويو، حسب التسمية الصينية) غير المأهولة والمتنازع عليها في بحر شرق الصين. ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه اليابان تتخلى عن نزعتها السلمية لمرحلة ما بعد الحرب، حيث أجرت مناورات عسكرية بحرية مشتركة في المحيط الهادي وأرسلت قوات لإدارة مخطط تدريبي ضد الكوارث بقيمة مليوني دولار في كل من كمبوديا وتيمور الشرقية على التوالي. إعداد: محمد وقيف