رغم الآمال والأحلام المجهضة لكثير ممن شاركوا في الثورة التونسية قبل عامين من الآن، فإن الابتسامة الظاهرة والحديث الضاحك على النحو الذي نراه في الصورة بين هاتين المرأتين التونسيتين، ربما يدخلان ضمن أساليب المداراة التي يستخدمها الكثير من التوانسة للتسرية عن نفوسهم حيال ما يعبؤ به الواقع من مشكلات وأزمات خانقة. ولعل مبعث الحديث الودي جداً بين هاتين المرأتين، عودتهما من رحلة الجمع والالتقاط بما هو مطلوب منها أصلا، أي العلف اللازم لتغذية ماشيتهما في منطقة ريفية لازالت على نمط الإنتاج والعيش التقليديين، ألا وهي منطقة سيدي أبوزيد التي نالت شهرة واسعة منذ أن أقدم بائع الفواكه في عاصمتها الإقليمية، محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه احتجاجاً على تعسف الإدارة المحلية بحقه، في 17 ديسبمر 2010. وهو العمل الذي فجّر انتفاضة عارمة في تونس أطاحت بحكم الرئيس السابق بن علي، وأعطى انطلاقة «الربيع العربي». وفي قد تم مؤخراً إحياء الذكرى الثانية للثورة التونسية من خلال بعض الفعاليات المتنوعة، لكن وسط حالة عامة من الارتباك والاضطراب وعدم الرضا، لم يتوقعها التونسيون حين أطاحوا بنظامهم السابق! (أي اف بي)