مذكرة التفاهم التي وقعتها مؤخراً القيادة العامة لشرطة أبوظبي مع مصرف الإمارات المركزي، بشأن تبادل المعلومات في مجالات العمل المشتركة، تعكس حرصها على إقامة شراكات فاعلة مع مؤسسات الدولة المختلفة، والاستفادة من خبراتها في الارتقاء بالأداء الأمني بوجه عام. فبموجب مذكرة التفاهم هذه، سيتعاون الطرفان في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز علاقات التعاون في مجالات التدريب، وهذا أمر ينطوي على قدر كبير من الأهمية، خاصة في ظل بروز العديد من التحديات ذات الطابع الاقتصادي، التي تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاد الوطني، والتي تتطلب بدورها التعاون البناء بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الاقتصادية والمالية. لقد تعرض المصرف المركزي الإماراتي خلال السنوات القليلة الماضية لأكثر من محاولة للاحتيال، لكن شرطة أبوظبي نجحت من خلال تعاونها مع وحدة مواجهة غسل الأموال والحالات المشبوهة في المصرف، في إحباط هذه المحاولات، وكشف مرتكبيها والعلاقات التي تربطهم، الأمر الذي يؤكد بجلاء يقظتها الأمنية وأداءها المتطور في مواجهة الجرائم التي تستهدف أمن المجتمع واستقراره على المستويات كافة. ولا شك في أن مذكرة التفاهم الجديدة التي وقعت بين شرطة أبوظبي والمصرف المركزي سيكون لها مردودها الإيجابي على التعاون بينهما خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الاهتمام الذي توليه شرطة أبوظبي حالياً بتأهيل بعض عناصرها ليكونوا متخصصين في مجال التحقيق المالي الجنائي من خلال برنامج طموح يستهدف توعيتهم بالعلوم المصرفية، وتدريبهم في الأقسام المالية في بعض البنوك الوطنية، وابتعاثهم إلى الخارج للحصول على دورات متخصصة في الجرائم المالية. إن حرص شرطة أبوظبي على إقامة شراكات مع مؤسسات الدولة المختلفة يؤكد إيمانها بقيمة العمل الجماعي المتكامل، وأن تحقيق الأمن - وإن كان مسؤولية الأجهزة الشرطية - فإن الشراكة مع الهيئات والجهات الأخرى هو الذي يحقق النتائج الإيجابية في هذا الخصوص، بفضل ما تؤمنه هذه الشراكة من استفادة من الخبرات المعرفية والتقنية والمعلوماتية المتاحة لبعض المؤسسات والهيئات الأخرى، في بناء رؤى واضحة للتعاطي مع مختلف المشاكل والتصدي لأي تحديات أمنية قائمة أو محتملة من منظور الأمن الشامل للمجتمعات، وهذا كله يصب في خدمة التنمية؛ لأن استقرار الدولة وتمتعها بالمظلة الأمنية يعد الركيزة الأساسية التي تستند إليها عملية التنمية الشاملة لجميع الأنشطة، تحقيقاً للتقدم والازدهار لأبناء المجتمع. إن أحد أسباب تميز شرطة أبوظبي هو نجاحها بالفعل في إقامة شراكات مع مؤسسات الدولة المختلفة، والاستفادة من خبراتها وقدراتها في تطوير أدائها الأمني، وهذا ما جعل منها نموذجاً للتميز والنجاح. وليس أدل على ذلك من حصولها خلال العامين الحالي والماضي على العديد من الجوائز الإقليمية والعالمية في مجالات الجودة وخدمة المتعاملين، كالجائزة الذهبية الأوروبية للجودة وسمعة المنتجات في فرنسا عام 2012 عن تطبيقات نظام الجودة وخدمة المتعاملين والتميز، وجائزة «ستيفي العالمية» التي تعد أرفع جائزة دولية في مجال التميز المؤسسي والأعمال الدولية، وذلك عام 2011، وجائزة أفضل قيادة تنفيذية في الموارد البشرية. وبرغم كل هذه الإنجازات، فإن شرطة أبوظبي مستمرة في تحقيق المزيد من التميز والنجاح، لأنها تعمل على الأخذ بأحدث الأساليب والتكنولوجيات المستخدمة في العمل الشرطي على الساحة العالمية، بما يضمن استتباب الأمن والاستقرار وتقديم خدمات عالية الجودة لجميع من يعيش في أبوظبي. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية