تولي مؤسسات التعليم المختلفة في الإمارات اهتماماً واضحاً للتدريب، باعتبار أنه لا ينفصل عن هدف الارتقاء بمخرجات العملية التعليمية لكي تتناسب مع احتياجات سوق العمل. وفي هذا السياق أعلن معهد التكنولوجيا التطبيقية مؤخراً أنه سيبتعث 88 مواطناً ومواطنة من طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، خلال العطلة الشتوية الحالية، للتدريب العملي المتخصص في مختلف المجالات الهندسية والتكنولوجية وعالم الفضاء والطيران واللغة الإنجليزية، كما يشارك نحو 850 طالباً وطالبة في فعاليات «معسكر التكنولوجيا الشتوي» الذي نظمه المعهد بالتعاون مع مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وستستمر فعالياته حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بهدف تقديم فرص تدريبية متطورة للطلاب في المجالات التكنولوجية والصناعية. ولا شك في أن هذه البعثات والدورات التدريبية تنطوي على أهمية بالغة، ليس فقط لأنها تتيح للطلاب التعرف على أحدث التطورات في مجالات التكنولوجيا والتقنية، بل لأنها أيضاً باتت جزءاً رئيسياً في المساقات الدراسية لهذه المؤسسات التعليمية التي تتبنى منهجاً يقوم على الربط العملي والميداني بين الدراسة النظرية والتدريب، خاصة أن مثل هذه البرامج والدورات التدريبية التي يتلقاها الطلاب خلال فترة دراستهم تسهم في إكسابهم المهارات اللازمة، وتنمي اتجاهاتهم نحو العمل وزيادة إتقانه وفرص النجاح فيه، كما أنها تساعدهم أيضاً على اختيار التخصصات التي تتناسب وقدراتهم، وهذا يفسر لماذا تهتم العديد من المؤسسات والمعاهد التعليمية في الدولة بالدورات التدريبية وتوفيرها للطلاب، خاصة في المجالات الهندسية والتكنولوجية وتقنية المعلومات، وهي المجالات التي ترتبط بخطط التنمية، بل إن استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم لتطوير التعليم المهني والفني تركز على التدريب باعتباره عنصراً رئيسياً في تأهيل الطلاب، وذلك من خلال العمل على إقامة شراكة مع كثير من الهيئات وشركات القطاع الخاص ومؤسسات الأعمال في الدولة، وذلك لتهيئة الطلاب لمرحلة ما بعد الدراسة، بالشكل الذي يجعلهم على أتم الاستعداد للالتحاق بسوق العمل، وخاصة في المجالات التي يتلقون فيها دورات تدريبية، ويكونون على إلمام كامل بمختلف مهاراتها. إن الاهتمام بتدريب الطلاب على المهارات التكنولوجية في المجالات الدقيقة لاشك في أنه يخدم هدف الدولة الخاص بتوطين التكنولوجيا، هذا الهدف الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال كوادر بشرية مواطنة مؤهلة على مستوى عال، وقادرة على العمل في صناعة التكنولوجيا، والعمل على تطويعها لتكون في خدمة خطط وبرامج التنمية المختلفة، حيث تشير تجارب الدول المختلفة إلى أن العائق الرئيسي أمام توطين التكنولوجيا هو نقص العنصر البشري المؤهل؛ وذلك لأن السيطرة على التكنولوجيا تتم من خلال المعرفة ومن خلال نظم البحث والتطوير والتدريب المتواصل، وليس بامتلاكها فقط، وهذا ما تدركه دولة الإمارات وتعمل من أجله، حيث تحرص على توفير البنية التحتية اللازمة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة، سواء من خلال إنشاء معاهد ومراكز التكنولوجيا المختلفة، أو من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات العالمية المرموقة في هذا المجال، أو من خلال ابتعاث الطلاب المواطنين إلى كبريات المؤسسات الصناعية المتخصصة، وذلك بهدف بناء قاعدة من الكوادر المواطنة تمتلك القدرة على التعاطي مع التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم في مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات. ــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.