وساطة مصرية بين«حماس» وإسرائيل... والاستيطان مشكلة تتفاقم حديث عن مفاوضات سرية في القاهرة بين«حماس» وإسرائيل تحت وساطة مصرية، وانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية قراره استئناف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة، ووفاة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أمنون ليبكين شاحاك... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. سياسة جديدة تجاه غزة صحيفة «جيروزاليم بوست» أفادت ضمن عددها ليوم أمس الجمعة، نقلا عن مسؤول حكومي إسرائيلي، بأن مصر وإسرائيل تجريان «في الكواليس» محادثات في القاهرة قد تفضي إلى تخفيف أكبر للقيود على قطاع غزة والحؤول دون إعادة تسليح سريعة لـ«حماس». ويأتي ذلك بعد تصريح أدلى به المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» إفرايم هالفي يوم الأربعاء الماضي خلال منتدى السفراء بجامعة «بار إيلان» قال فيه إنه يعتقد أن إسرائيل بدأت تصوغ سياسة رسمية في غزة ستتضح ملامحها بعد انتخابات الثاني والعشرين من يناير. وفي هذا الإطار، ذكَّرت الصحيفة بأن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دام ثمانية أيام في شهر نوفمبر انتهى باتفاق وقف إطلاق النار غير واضح المعالم تحت وساطة مصرية تتعهد بموجبه إسرائيل بـ«وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة»، بينما وافقت «حماس» على «أن توقف كل الفصائل الفلسطينية كل الأعمال العدائية من قطاع غزة ضد إسرائيل، ومن ذلك الهجمات الصاروخية وكل الهجمات على طول الحدود»، مضيفة أن المفاوضات بدأت بشكل فوري مع الوساطة المصرية. ونقلت الصحيفة عن «هالفي» قوله إنه لا يُعرف حتى اليوم أي شيء بخصوص فحوى المفاوضات والدور المصري فيها. ومع ذلك، تضيف الصحيفة نقلاً عن «هالفي» دائماً، فـ«إن المرء يستطيع رؤية ملامح سياسة جديدة أخذت تظهر. فقد بدأنا نسمح ببعض الأشياء في غزة؛ وبدأنا نعامل الناس في غزة بطريقة مختلفة قليلاً عن تلك التي كنا نعاملهم بها حتى الآن». نتنياهو والاستيطان صحيفة «هآرتس» ذكرت أن حزب «العمل» المعارض وجه انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب قراره توسيع البناء في القدس الشرقية المحتلة، محذراً من أن ذلك يهدد علاقات إسرائيل بأقرب حلفائها ويدفع البلاد نحو العزلة. ونقلت الصحيفة عن النائب في البرلمان الإسرائيلي «إيتان كابل»، من حزب «العمل»، قوله في هذا الصدد: «إن حزب العمل يواصل تخطي الخطوط الحمراء؛ وقراراته المتسرعة تؤدي بنا إلى عزلة دولية وخلافات صعبة مع أقرب حلفائنا». وجاء رد حزب «العمل» بعد ساعات على انتقاد الولايات المتحدة لإسرائيل بسبب مواصلتها الإعلان عن بناء مستوطنة جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في «انتقاد صريح ونادر على نحو غير مألوف لحليفها الأول في الشرق الأوسط». وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي بالانخراط في «نسق من الأعمال الاستفزازية»، التي تتنافى وتصريحات الزعماء الإسرائيليين بأنهم ملتزمون بالسلام. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند قولها: «إننا نشعر بخيبة أمل كبرى بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة هذا النسق من الأعمال الاستفزازية، لأن هذه الإعلانات والمخططات المتكررة بخصوص عمليات بناء جديدة تتنافى مع قضية السلام. إن الزعماء الإسرائيليين يقولون دائماً إنهم يدعمون طريقاً نحو حل الدولتين، والحال أن هذه الأعمال لا تؤدي إلا إلى تعرض ذلك إلى الخطر أكثر». وتأتي هذه التصريحات الأميركية الصارمة بعد أن رفض نتنياهو انتقادات دولية لمخططات لبناء آلاف المنازل الإضافية في القدس الشرقية، قائلاً إن البناء سيمضي قدماً. وكانت لجنة مصغرة منبثقة عن لجنة التخطيط والبناء في القدس قد أعطت موافقتها المبدئية يوم الاثنين لمخطط لبناء 1500 وحدة سكنية في القدس الشرقية. ويأتي ذلك بعد أسبوعين فقط على إعلان إسرائيل نيتها بناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، مما أثار حفيظة المجتمع الدولي. الفقر في إسرائيل صحيفة «جيروزاليم بوست» أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على تفشي الفقر في إسرائيل رغم المؤشرات الاقتصادية الجيدة التي حققتها هذه الأخيرة في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنه على الرغم من النمو المبهر للناتج المحلي الخام والتدني القياسي لمعدلات البطالة خلال السنوات القليلة الماضية، فإن الحكومة الإسرائيلية فشلت في أن تخفض بشكل مهم عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، أو التخفيف من الهوة الشاسعة بين الأغنياء والفقراء. الصحيفة قالت إن الأسابيع الأخيرة شهدت مناسبات عديدة لتذكير الإسرائيليين بهذه الحقيقة المرة، فأولا ً، كان هناك التقرير السنوي لـ«المعهد الوطني للتأمين» حول الفقر الذي صدر في نوفمبر ووجد أن قرابة خُمس كل العائلات الإسرائيلية عاشت تحت خط الفقر في 2011. وبعد ذلك جاء «تقرير الفقر البديل»، الذي صدر هذا الأسبوع عن «لاتيت»، وهي منظمة تساعد العائلات المحتاجة. فبناء على أجوبة 675 شخصاً يتلقون المساعدة من منظمات غير حكومية ومن 500 من أفراد الجهور العام، وجدت دراسة «لاتيت» أن واحداً من أصل خمسة أطفال كان مضطراً للانقطاع عن الدراسة من أجل المساعدة على إعالة عائلته. ويوم الثلاثاء الماضي، تتابع الصحيفة، أفرج «المجلس الوطني للطفل» عن بيانات تُظهر أن 905 آلاف طفل عاشوا في عائلات فقيرة في 2011، وهو ما يمثل نحو 36 في المئة من الأطفال في إسرائيل. هذا في حين يعيش نحو 66 في المئة من الأطفال العرب تحت مستوى الفقر، أي ما يعادل ضعف نسبة الأطفال اليهود بثلاث مرات تقريباً (نحو 24 في المئة). أما بخصوص الأسباب، فتقول الصحيفة إنها معروفة جداً: «فنحن لدينا مجتمع متنوع وغير متجانس. ذلك أن جزءاً كبيراً من الإسرائيليين كانوا إما لاجئين أو أبناء لاجئين فروا من القمع والاضطهاد... والكثير منهم جاءوا من مجتمعات متخلفة وفقيرة نسبياً». كما أن العرب والحاريديم، أو اليهود الأرثوذوكس، يعانون من مستويات غير متناسبة من البطالة. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، إن النظام التعليمي الإسرائيلي بدأ يفشل في إعداد الجيل المقبل لبيئة عمل تنافسية تقوم على المعرفة. يضاف إلى ذلك حقيقة أن قطاعات اقتصادية بأكملها -مثل البناء والزراعة والتمريض - تعتمد بشكل كلي تقريباً على العمال الأجانب، وأن شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي -وبخاصة الأقل تعلماً- تجد صعوبة في إيجاد عمل. وفاة ليبكين شاحاك صحيفة «يديعوت أحرنوت» نشرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس مقالا للسفير الأميركي السابق إلى إسرائيل مارتن إنديك خصصه للتعليق على وفاة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أمنون ليبكين شاحاك (68 عاماً). وفي هذا الإطار، قال الكاتب إن شاحاك توفي يوم الأربعاء، وبوفاته تكون إسرائيل قد خسرت واحداً من آخر محاربيها في قضية السلام. كان أمنون، وعلى غرار معلمه وراعيه إسحاق رابين جنرالا ً تحول إلى صانع سلام، يقول الكاتب، وقد التقيتُه أول مرة عندما كان مديراً للاستخبارات العسكرية، وأخذتُ أعمل معه عن كثب عندما كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في عهد رابين، ثم عندما دخل عالم السياسة كنائب لرئيس الوزراء في حكومة إيهود باراك. ويقول إنديك إن «أمنون» لعب دوراً طلائعياً في الدفاع عن إسرائيل ومواطنيها، ولكنه لعب دوراً أهم من ذلك في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والسوريين. ومن بين كل اللاعبين الإسرائيليين في تلك الدراما المأساوية، كان «أمنون» أكثر من يحظى بثقة العرب على الجانب الآخر من طاولة المفاوضات. ويقول «إنديك» إن أمنون لم يتخل أبداً عن حلم السلام حيث حافظ على دور نشط ينصح كلا من الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين بخصوص كيفية حل خلافاتهم حتى آخر نفس له. ولكنه للأسف، وعلى غرار كل صناع السلام الآخرين، لم يستطع مصالحة الأحلام الإسرائيلية والفلسطينية. إعداد: محمد وقيف