Middle East Quarterly سياسة إسرائيل الخارجية اشتمل العدد الأخير من دورية Middle East Quarterly التي تصدر كل ثلاثة أشهر عن منتدى الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، على عدد من الموضوعات المهمة. فتحت عنوان "تحديات السياسة الخارجية الإسرائيلية" يرى "أم داني دانون" نائب رئيس الكنيست أن الولايات المتحدة قد أخطأت، عندما تراجعت عن الاستجابة لطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضع خط أحمر أمام النمو المستمر في برنامج إيران النووي، بعد أن فشلت الدبلوماسية والعقوبات في كبح جماح طهران، ويرى أن إسرائيل يجب أن تعتمد عند رسم سياستها الخارجية، سواء تجاه إيران، أو غيرها على مراعاة أمنها القومي ومصالحها الذاتية في المقام الأول، حتى لو تصادم ذلك مع سياسات الولايات المتحدة. ويرى كذلك أن الالتزام برؤية بعيدة الأمد من جانب القيادة الإسرائيلية هو الكفيل بخلق استقرار إقليمي في المدى الطويل، ويستشهد على زعمه بأمثلة من التاريخ القريب تخلت فيها إسرائيل عن وضع أمنها القومي، واستمعت لنصائح أميركا وتوجيهاتها فكانت النتيجة وبالاً عليها، ومن تلك الأمثلة: حرب 1973 التي دفعت فيها إسرائيل ثمناً باهظاً لأنها امتنعت عن توجيه ضربة استباقية حتى لا يؤثر ذلك على متانة العلاقات الإسرائيلية الأميركية. ومنها استجابة إسرائيل لمبادرة الرئيس بوش الأب والدخول في مباحثات أوسلو التي لم تؤد في نظر الكاتب إلا إلى زيادة نفوذ "حماس". بيد أن الكاتب يرى مع ذلك أن الولايات المتحدة وإسرائيل مرتبطتان بقيم ومصالح مشتركة تفرض عليهما التعاون من أجل التصدي للأعداء المشتركين على رغم كل نواحي الخلاف التي يمكن أن تبرز في سياق تلك العلاقات. وتحت عنوان "تحليل مصر" يقول أيمن جواد التميمي إن التصويت على مشروع الدستور المصري بالموافقة على رغم ادعاءات المعارضة بوقوع حالات تزوير واسعة النطاق، يعني أن البلاد يجب أن تستعد منذ الآن لإجراء انتخابات لاختيار برلمان جديد خلال شهرين، وهي انتخابات يتوقع أن يكتنفها تنافس واسع وقوي. وخلال الفترة ما بين الآن وتاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية، فإن التجاذب بين الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين سيظل مستمراً، وستظل اضطرابات الشوارع والاعتصامات والاحتجاجات ملمحاً ثابتاً من ملامح المشهد السياسي المصري. ----------- عالم الفكر: الفلسفة اليوم العدد الأخير من مجلة «عالم الفكر» التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت اختار موضوع "الفلسفة اليوم" مثيراً فيه إشكالية ما تبقى من الدرس الفلسفي في عصرنا الراهن، وذلك من خلال مجموعة مقالات ودراسات مفاهيمية وإجرائية من قبيل "بناء المفاهيم وإعادة بنائها: مفهوم الميتافيزيقا، نموذجاً"، الذي يتناول إشكالية المصطلح الفلسفي وحجم الأزاحة الحاصلة فيه الآن ضارباً على ذلك نموذجاً بمفهوم الميتافيزيقا أي ما رواء الطبيعة. وينجز مقال آخر بعنوان"المعرفة... نحو عقلانيات إجرائية"، مقاربة للدور الذي يلعبه الدرس الفلسفي الآن في ظل مجتمعات المعرفة، وفي ضوء ما تمليه مقتضيات العصر، بعيداً عن الروح التأملية القديمة لنظرية المعرفة الفلسفية المفارقة أحياناً للواقع. وفي العدد أيضاً مقال آخر حول "الفكر الأخلاقي لما بعد الحداثة"، يناقش التحولات المعاصرة في الفكر الأخلاقي الفلسفي، خاصة بعد التجديد النظري الذي أضفته مدرسة ما بعد الحداثة، والقطائع المعرفية المترتبة على ذلك. وهو موضوع يثيره مقال آخر كذلك متعلق بـ"موقع العقل في فلسفات ما بعد الحداثة"، يركز على الدور المعرفي الذي تضطلع الفلسفة به اليوم، ومدى قدرتها علي الاستمرار في تقديم إجابات على أسئلة العالم الراهن. وأخيراً يثير مقال آخر بعنوان "الفلسفة في عصر العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة"، مدى تفاعل وتناغم الدرس الفلسفي مع عصر المعلومات، ومع الأفق المعرفي الواسع الذي تفتحه أمام كافة أشكال المعرفة، وصور الوعي، وجميع مجالات ومناحي الإبداع الإنساني الخلاق الأخرى.