هذا الطفل من ميانمار واسمه "تشو تشو أونج" وعمره 11 سنة، وهو يتحرك بصعوبة الآن حاملاً سلة ثقيلة من الحصى وقد اعتاد أيضاً، هنا في هذه الورشة، أن يؤدي أعمالاً مرهقة أخرى لكي يتحصل على قليل من النقود يساعد به أفراد أسرته، بعدما اضطر والديه الفقر إلى سحبه من المدرسة والدفع به إلى سوق العمل، وقد أرهقتهما التكاليف والرسوم المترتبة على دراسته. ولذلك وجد نفسه، مع إخوته الصغار، وهم يعملون هنا في حمل سلال الرمل والحصى التي لا يقل وزن الواحدة منها عن 19,5 كيلوجرام، مقابل 30 "كيات" (3,5 سنت أميركي). يذكر أن ميانمار (بورما سابقاً) ظلت لفترة طويلة تعاني تداعيات عدم الاستقرار الداخلي، والصراع بين الجيش الحاكم والطبقة السياسية المعارضة، كما استمرت حالات التمرد واحتقان مشاكل الأقليات، وقد أثر كل ذلك على معدلات التنمية ونسب تفشي الفقر. والآن بعد محاولات الانفتاح، على الغرب، وتطلعات الاستفادة من مباهج العولمة واقتصاداتها، لا تزال مشكلات ضعف البنية التحتية، وانتشار الفقر الشديد، خاصة في الريف، تعيق تلك التطلعات، وتحول الحلم البورمي إلى إلى تحدٍّ حقيقي، وعبء ثقيل. (اب)