لاشك أن مقال الدكتور محمد العسومي: "للتعاطي مع الأزمة... نهجان"، قد أظهر جانباً مشرقاً من جوانب الوطنية والإخلاص في خدمة المصلحة العامة، هو ذلك الذي أبداه موظفو الشركة الفنلندية التي تحدث عنها المقال. ومثل ذلك الموقف هو ما ينبغي أن يستلهمه الموظفون والعمال والمنتجون في بلادنا العربية، بحيث يصبح الواحد منهم مستصحباً أثناء عمله تلك الروح الوطنية العالية، الساعية لتقديم الصالح العام على المصالح والغايات الفردية، وذلك لأنه كلما نجح الوطن في تحقيق الاستقرار والازدهار سينعكس ذلك إيجاباً بطبيعة الحال على كافة أفراده. وهذا يذكرني الآن بقصة قرأتها منذ زمن بعيد تقول، إن العامل الياباني يقضي عطلته الأسبوعية في المصنع لصيانة أدوات العمل التي يشتغل عليها، وذلك لأن مصلحة العمل مقدمة، بالنسبة له، على راحته الشخصية، بل إن خدمتها هي راحته الشخصية الحقيقية. ولاشك أن مثل هذه العقليات البناءة هي التي جعلت تلك المجتمعات متقدمة وفي طليعة ركب الازدهار والصناعة. عز الدين يونس - أبوظبي