استهوت بسام الزرقا، مستشار الرئيس المصري، الإبداعات الكروية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم فريق برشلونة الإسباني، ووجد أن هناك تشابهاً بين إبداعات اللاعب وإبداعات الدكتور مرسي في السياسة، لكن الرئيس المصري لا يسجل أهدافاً مثل ميسي، والسبب أنه يحتاج إلى مساعدة ليكون مثله. تصريحات الزرقا تعنينا من ناحية المشهد السياسي العربي المؤلم والمصري تحديداً وبلا شك أن نجاح مساعي الرئيس المصري في تخليص معاناة الشعب المصري تريح العرب، لمكانة مصر. ومقاربتي من أهمية إدراك المتشددين فكرياً بأن الوطن أكبر من «الجماعة»، وبالتالي لا بد من تعاون الجميع في ما يهم الشعوب. كرة القدم تحديداً لم تعد اليوم رياضة فقط؛ ففيها أشياء كثيرة منها فنون الإدارة بشكل عام. بل إنها غيرت كثيراً من مفاهيم كانت منتشرة في العالم باعتبارها مسلمات. هي اليوم أحد مجالات الاستثمار السياسي والاقتصادي للدول لذا فإن تشبيه الزرقا يمكن اعتباره مدخلاً لتقبل (المتدينين) أو البعض منهم بإمكانية الاستفادة من الكرة أو التطورات الحياتية في فهم كيفية صناعة النجاح من منطلق «فقه الواقع». المساعدة –التي يحتاجها الرئيس المصري- كما يقول الزرقا – هو بالمفهوم الكروي يحتاج إلى أن يتقن بقية أعضاء تيار «الإخوان المسلمين»، خاصة المرشد، فنون «اللعب الجماعي»، أي أن يدركوا بأن الدولة أكبر من الجماعة وأكبر من الحزب، وهذا ما يتميز به فريق برشلونة، وهذا هو سر نجاح ميسي. اللعب الجماعي - الذي يقابله في السياسة تعاون التيارات والأحزاب السياسية مع الرئيس - يتدرب عليه اللاعبون، حتى يصلوا إلى تجانس حقيقي، بحيث يفهم الكل بعضهم بعضاً. وهذا النوع من اللعب أثبت نجاحه في كل المدارس الكروية، وبالتالي فإن نجاح مرسي يحتاج من مفكري «الجماعة» بأن يساعدوه في تسجيل الأهداف وفي أن يصنعها للآخرين. ما يفعله «الإخوان المسلمون» من الناحية السياسية في المجتمع العربي عموماً كأنهم يشتركون مع الكرة في سمة الغدر. فمثلما تنكرت كرة القدم لكثير من الفرق، وأخرجت جماهير فرق - ساندتها بكل إخلاص- حزينة، وبعضهم دفع حياته ثمناً لغدرها، فإن تيار «الإخوان المسلمين» يحاول الاستفادة من تلك التجربة، ويؤكد تلك السمة، فهناك ضحايا سياسيون اليوم في مصر وغيرها من الدول العربية، نتيجة لسلوكيات تيار «الإخوان»؛ رغم أن الشعوب اختارتهم. مساعدو «ميسي» في الفريق يتشابهون مع مساعدي مرسي من «الإخوان» تحديداً؛ باعتبارهم مسؤولين عن نتائج الفريق، فكلاهما يستطيع أن يؤثر في إنتاجية فريقه. إدارة الحكومة مثل إدارة الفريق تحتاج إلى نية حسنة، وتحتاج لأن يكون الهم ما ينتظره شعبه منه في مصلحة الوطن. ففي حين أن مساعدي ميسي نجد أن إحساسهم بالانتماء لنادي برشلونة كبير؛ لأنه يعترفون بجميل هذا النادي وبالتالي لأن العطاء من أجل إنجاح النادي يسير مؤشره نحو الصعود، فإن ولاء مساعدي الرئيس المصري يكون لـ«الجماعة أولا»، وهو يناقض المفاهيم الوطنية، وبالتالي طبيعي أن يؤثر على الإنتاجية. إدارة الدولة أشمل وأكبر من النادي، ولأن اللاعب الأناني، الذي يقابله الحزب المحتكر للسلطة في السياسة، لا يمكنه تحقيق أهداف، بل اللاعب الأناني وكذلك الحزب الواحد يتسبب في تمزيق المجتمع أو «الفريق». ولو تتبعنا التجارب السياسية، سنجد أن التطرف السياسي والتصلب في المواقف يبث روح التشاؤم في نفوس الناس، ولا يجعل المجتمعات تتقدم ولا تزيد من الإنتاجية، وتتركز مطالب الجماهير باعتزال اللاعب مع أنه قد لا يكون هو السبب وإنما المساعدون!