مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال الدكتور صالح عبدالرحمن المانع: «تحديات المسألة السورية»، إلا أنني أرى أن قرب سقوط النظام السوري بات شبه مؤكد ليس فقط اعتماداً على المكاسب التي حققها الثوار السوريون مؤخراً وإنما أيضاً من واقع تصريحات النظام وحلفائه المقربين، وهو ما يستلزم من القوى السورية المعارضة العمل منذ الآن على وضع مجموعة خطوات مدروسة لإدارة سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، حتى لا يكون هنالك مكان للفوضى العارمة التي يمكن أن تترتب عليها صراعات داخلية وتجاذبات أهلية هي آخر ما يريده السوريون الآن. كما يتعين أيضاً العمل معاً بمشاركة جميع القوى المعارضة في الداخل والخارج من أجل ضمان استعادة الحياة الطبيعية بالنسبة لملايين السوريين الذين هُجروا من مدنهم وبلداتهم بسبب العنف الذي سلطته كتائب الأسد على الشعب السوري طيلة العامين الماضيين. ولأن الفاقد الاقتصادي كبير، والاحتياجات هائلة، فإنه لا وقت يمكن تضييعه بعد سقوط النظام بل لابد من الانخراط رأساً في إصلاح ما تضرر، وتشغيل ما توقف، وإعادة الحياة إلى ما تلف من مظاهر الدورة الاقتصادية والبنى التحتية. علي إبراهيم - الدوحة