ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال الدكتور عبدالله العوضي الذي نشر هنا تحت عنوان: «العطب في ديمقراطية العرب»"، سأشير إلى أنني أتفق مع معظم ما ورد فيه من أفكار، وذلك لقناعتي بأن كثيراً من محاولات الدمقرطة والتحديث في البلدان العربية إنما تفشل بسبب التسرع وعدم الإلمام بكيفية بناء الثقافة الديمقراطية على نحو كافٍ وسليم. ولو تأملنا المسار الذي اتخذته بعض البلدان الغربية لكي تصبح ديمقراطيات حقيقية وراسخة سنجد أنها اعتمدت مبدأ التدرج، وعدم حرق المراحل، والعمل على تحديث الثقافة العامة أولاً وتطوير النظم التعليمية وأنماط الإدارة وتسيير الشأن العام لكي تكون كلها داعمة للممارسة الديمقراطية، ولذلك لم توسع هوامش المشاركة السياسية إلا بعدما أصبحت شعوبها جاهزة لذلك، وحين تكرست الديمقراطية فيها أصبحت ثقافة قبل أن تكون نظاماً سياسياً، وهذا ما ينقص كثيراً من بلداننا العربية الآن، لأنها تتصور أن الديمقراطية يمكن اكتسابها بين عشية وضحاها. محمد عبد الحميد - عمان