مضى أكثر من سنة على ثورة وحراك جزء من العالم طالما كان راكداً، حتى أصبح لا يتصور أنه سيثور يوماً ما ضد الظلم، هذا ما حدث في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، حينها ظهرت تساؤلات، منها: ماذا تريدون؟ ولماذا تحتجون؟ ويقول آخر: من أنتم؟، لكن بعد فوات الأوان، يخرج بعض الساسة ليقولوا: نعم فهمناكم، عودوا أدراجكم ولكم ما سألتم. هؤلاء يتساءلون عن الحقوق التي هم منها محرومون، يتساءلون عن الحرية، عن الكرامة والديمقراطية ونبذ الفساد. لقد كانت مطالبهم بسيطة ومشروعة، عنوانها «الشعب يريد» وماذا يريد؟، إنها الحرية في سوريا وإسقاط النظام في تونس ومصر وليبيا، بعد أن سئمت الشعوب وطال عليها الأمد. لقد انتفض الناس ضد الظلم والقهر. فقد ثار الفرنسيون سنة 1789 ضد الكنيسة وتعنتها والألمان والروس ضد النازية والأفارقة ضد الاستعمار والنهب… فكان الانتصار دائماً للحق. لكن الملاحظ هو أن احتجاجات «الربيع العربي» تأخرت كثيراً مقارنة مع نظيرتها في أوروبا، وذلك بسبب ضعف التواصل والوعي مما أخرها كثيراً إلى حين انطلاقها من العالم الافتراضي (فيسبوك) ، الذي سهل التواصل وتبادل الأفكار بين الأحرار ودعاة الحرية. الخوف من الثورة هو في حد ذاته الخوف من الإصلاح، لكن دعاة الحرية سيضلون دائماً يحفرون اسمها وهم يناضلون في كل أنحاء المعمورة، وإنْ كان الوضع والظرف غير ملائم، بل مؤلم جداً حيث الخراب والدمار والقتلى والجرحى والجوع والفقر، لكن للحرية ثمن غال. لا يمكن بأي حال من الأحوال إخفاء الحقيقة، فالرئيس التونسي المخلوع الذي كان يمنع المسؤولين بالتصريح بمعدل للبطالة يفوق 14 في المئة والقذافي الذي ادعى دوام الكراسي ومبارك الذي أقر بحب مصر وخدمتها. كل هؤلاء لم يصمدوا طويلاً، لكن ذلك لم يغن عنهم من شيء فغادروا السلطة. حتى يكون المغرب استثناء كما أراد له الكثير، يجب وضع حد عاجل غير آجل لمجموعة من الأمراض التي يعاني منها المجتمع وعلى رأسها أمراض العجز الديمقراطي والعجز المالي والتجاري. ------- لحسين أزرو ? كاتب مغربي ------- ينشر بترتيب مع مشروع «منبر الحرية»