قرأت مقال السيد يسين، حول «الإدراك السياسي الخاطئ في قراءة الواقع»، وقد أعجبتني الأمثلة التي ساقها من التاريخ المصري الحديث والتي بين من خلالها كيف أخطأ العديد من صناع القرار السياسي في حالات شهيرة أدت إلى نتائج كارثية. ومن ذلك الإدراك الخاطئ للملك «فاروق» والنخب السياسية الليبرالية التي كانت تساهم في تشكيل الوزارات المختلفة، حين رأت أن الوضع الاجتماعي في مصر مستتب رغم الفجوة الطبقية الكبرى. وقد أدى هذا الإدراك الخاطئ إلى قيام انقلاب 23 يوليو 1952 والذي تحول إلى ثورة جماهيرية شاملة، أطاحت بالحكم الملكي والنظام الليبرالي! وقد أخطأ قائد ثورة 23 يوليو عبد الناصر خطأ جسيماً حين استدرج دعماً لثورة اليمن لكي يخوض الجيش المصري حرباً أضعفته بشدة، كما ارتكب أخطاء جسيمة أخرى في القرارات السياسية والاستراتيجية التي أدت إلى هزيمة يونيو عام 1967. فضل محمد -مصر