«ديكتاتورية مصر الديمقراطية»... وخوف روسي من تصدير طائرات للصين تداعيات الأزمة السياسية المصرية التي تفاقمت بعد إصدار مرسي للإعلان الدستوري، وتخوف روسي من تصدير تقنيات عسكرية للصين، و"سخاء" كندي في منح مساعدات لدول منطقة "الساحل"، ودور صيني جديد للضغط على كوريا الشمالية...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. استقطابات مصرية في مقاله المنشور بـ"جابان تايمز" اليابانية يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "ديكتاتور مصر الديمقراطي"، استنتج عمر عاشور، مدير برنامج الدراسات العليا الخاصة بالشرق الأوسط، بمعهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة "إكستر" البريطانية، أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري كان غير ديمقراطي ومثيراً للاستقطابات، وحمل معه تكلفة سياسية عالية للحيلولة دون الانزلاق نحو أزمة. الكاتب حذر من أن الإعلان الرئاسي- الذي- اضطر مرسي إلى إلغائه- فاقم من حدة استقطابات المشهد السياسي المصري، ليصبح السيناريو الأسوأ هو الدخول في صدامات بالشوارع بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، وصدامات من هذا النوع سبق وأن أشعلت حرباً أهلية كتلك التي شهدتها إسبانيا عام 1963 وطاجيكستان عام 1992، وقد تسفر عن انقلاب عسكري كما حدث في إندونيسيا عام 1965 وتركيا عام 1980. وحسب عاشور، فإنه بعد قرابة عامين، على بداية الثورة، لم تشهد قوات الأمن المصرية إصلاحاً بطريقة واضحة، والآن وبعدما أقال مرسي النائب العام، عليه أن يتفادى فتح جبهة أخرى مع جنرالات الأمن المنتمين إلى عهد مبارك، فهؤلاء هو في حاجة إليهم لحماية مؤسسات الدولة، والحفاظ على الحد الأدنى من الأمن العام. «صفقات ومحاذير» تحت عنوان "حذار من البيع للصين"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية أمس، مقالاً لـ" هاري كيزيانيس"، استهله بالقول، إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، تسربت تقارير إخبارية مفادها أن الصين وروسيا اقتربتا من إبرام اتفاقية تتعلق بشراء الصين 24 طائرة متطورة من طراز سيخوي- 35، وكثير من المحللين يعتبرون هذا النوع من الطائرات الأفضل في العالم. في الواجهة يبدو أن الاتفاق بمثابة مكسب لكلا الجانبين، حيث تستفيد روسيا منه بحصولها على مستورِد في أمس الحاجة لمنتجاتها، وفي المقابل تستفيد الصين بولوجها إلى أفضل التقنيات العسكرية في العالم. وحسب "كازيانيس"، زميل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإنه بالنسبة للطرفين، ستكون للصفقة تداعيات على المدى الطويل. ومن الحكمة أن ترجع روسيا إلى الماضي القريب، الذي يحتوي على دلالات مفادها أنه من الحماقة بيع السلاح الروسي للصين. وضمن هذا الإطار، فإن آخر صفقة طائرات أبرمتها روسيا مع الصين كانت في تسعينيات القرن الماضي، وتضمنت طائرات من طراز سيخوي -27 فلانكر، وقبل تلك الصفقة لم تبع روسيا الصين أية تقنيات دفاعية، منذ التوتر الحدودي الصيني- السوفييتي الذي بدأ عام 1969. ويقول الكاتب: إن الصين وروسيا عززتا شراكتهما في عام 1996، فبكين دفعت 2.5 مليار دولار للحصول على ترخيص بتصنيع 200 طائرة من طراز سيخوي -27 لمصلحة شركة شنغهاي لتصنيع الطائرات في الصين، علماً بأن النسخة الصينية من هذه الطائرات، التي تضم رادارات ومحركات روسية متطورة لا يمكن تصديرها. ولسوء الحظ، تم إلغاء الصفقة في عام 2004، بعدما أنتجت الصين100 طائرة، وآنذاك قالت بكين إن الطائرات لا تناسبها، وبعد ثلاث سنوات، طورت الصين مقاتلات جديدة من نوع J-11B، وهي طائرة تأتي شبيهة بسيخوي-27. وحسب الكاتب تنكر الصين أنها استنسخت الطائرة الروسية، وتشير بكين إلى 90 في المئة من مكونات طائراتها الجديدة محلية الصنع. وبما أن روسيا قد خُدعت في هذه الصفقة، فإن روسيا قد تفقد الكثير في حال مضيها قدماً في صفقات تسليح مع الصين، علماً بأن موسكو قد تبيع 24 طائرة للصين، ضمن صفقة تصل إلى 1.5 إلى 2 مليار دولار، والخوف من أن تمكن الصفقة الصين من الحصول على تقنيات روسية متطورة من خلالها تصبح قادرة على منافسة الروس مستقبلاً. كندا و«الساحل» في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "المساعدات الكندية تنقذ أرواح الأفارقة بمنطقة الساحل"، رصدت "تورونتو ستار" الكندية جانباً من معاناة الأطفال في أحد مراكز الرعاية الصحية في "بارولي" بجمهورية مالي، مشيرة إلى أن مليون طفل بمنطقة "الساحل" الواقعة غرب أفريقيا عرضة للمجاعة، جراء الجفاف والحرب التي تشهدها المنطقة. وحسب الصحيفة، هناك 18مليون نسمة في مالي عرضة لمشكلات تتعلق بنقص الغذاء، ناهيك عن مخاطر مماثلة في سبع دول أخرى. وتقول الصحيفة: من أجل مد يد العون لسكان المنطقة، تقدم كندا سنوياً ما قيمته 65 مليون دولار، وثمة تعهدات من "برنامج الأمم المتحدة للغذاء" لإطعام 6 ملايين نسمة وتقديم العلاج اللازم لما يزيد على نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية. وحسب الصحيفة قدمت وكالة التنمية الكندية الدولية 57.5 مليون دولار، وقدم الكنديون كأفراد قرابة 7 ملايين دولار، وهذا يجعل كندا – حسب تقارير الأمم المتحدة- واحدة من أكثر المانحين الدوليين سخاء. المنظمة الدولية نجحت في جمع ثلثي المساعدات التي تحتاجها منطقة "الساحل" والبالغ إجماليها 1.6 مليار دولار... وضمن هذا الإطار، صرّح "ديفيد جريسلي" المبعوث الأممي للشؤون الإنسانية بأن عام 2013 سيكون مهماً لحشد الاستثمارات اللازمة التي من شأنها تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة، قبيل موجة جفاف جديدة، وهذا يتطلب تخفيض معدلات سوء التغذية، وتعزيز الرعاية الصحية، وتحسين نظم الري والصرف، وتنويع مصادر الغذاء والحفاظ على الثروة الحيوانية، وكل ذلك يستوجب تمويلاً مستمراً من المانحين. وترى الصحيفة أنه يتعين على الحكومة الكندية استخدام صدقيتها، خلال الشهور المقبلة في تشجيع مانحين جدد على مساعدة شعوب منطقة "الساحل". مالي التي أصبحت في بؤرة الاهتمام الكندي كبلد يتلقى المساعدات، علماً بأن أوتاوا أسقطت بعض البلدان الأفريقية من قائمة الدول التي تحتاج معونات. اختبار للصين في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "الاستجابة الصينية"، رأت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية أن تخطيط كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ بالستي يعد أول اختبار لطريقة تعامل الصين مع بيونج يانج، في ظل قيادة "زي جينينج"، وسيكون اختباراً لكيفية تعامل بكين مع جارتها الفقيرة المتمسكة بأسلحتها النووية، وبرامجها الصاروخية والتي تعاند الضغوط الدولية. المسؤولون في سيؤول وواشنطن يقولون إنهم أجروا مشاورات مع بكين حول إيجاد طريقة لمنع بكين من إطلاق صاروخ بالستي، وبحث الإجراءات الممكن اتخاذها في حال شرعت بيونج يانج في إطلاق الصاروخ، ويبدو أن موقف الصين قد تغير هذه المرة، حيث أصدرت الخارجية الصينية بياناً اعترفت فيه بحق بيونج يانج في الاستغلال السلمي للفضاء، حيث زعمت بيونج يانج أنها ستطلق صاروخاً يحمل قمراً صناعياً، خلال الفترة من 10-20 ديسمبر الجاري، وشددت في الوقت نفسه، على أن الخطوة الكورية الشمالية قد تكون سبباً في عقوبات من مجلس الأمن الدولي. وسبق أن أشار متحدث باسم الخارجية الصينية إلى أن يكون التحرك الكوري الشمالي يراعي السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وترى الصحيفة أن موقف بكين هذه المرة يأتي واضحاً عند مقارنته بتصريحات غامضة سبق وأن أطلقتها بكين قبيل عملية إطلاق فاشلة لصاروخ بالستي نفذتها كوريا الشمالية في أبريل الماضي، آنذاك قالت الصين إنها تدعو لجهود من شأنها حل المشكلة بطريقة سلمية، وعبر القنوات الدبلوماسية. وحسب الصحيفة، تبدو الصين في حاجة إلى موقف أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية، التي أفصحت عن رغبتها في إطلاق الصاروخ بعد يوم واحد فقط من زيارة أجراها مبعوث صيني خاص لبيونج يانج، دعا فيه الأخيرة لضبط النفس. وتستنتج الصحيفة أن القائد الصيني الجديد شخصية عملية، ما قد يؤشر إلى تغيير بكين لموقفها المنحاز إلى جانب بيونج يانج. وتظل الصين حليف كوريا الشمالية الأساسي ومصدر الغذاء والوقود الرئيسي بالنسبة للكوريين الشماليين، والدعم الصيني يحول دون انهيار اقتصادهم ونظامهم، ومع ذلك تخشى الصين ممارسة ضغوط تروم ترويض سلوك بيونج يانج، كي لا يسفر ذلك عن فوضى سياسية، تكون سبباً في تدفق اللاجئين الكوريين الشماليين على الحدود الصينية. إعداد: طه حسيب