أتفق مع كثير مما جاء في مقال الدكتور حسن حنفي: «العروبة والدين»، وأرى أن العروبة والدين هما وجها الهوية العربية، ولا يوجد تناقض أو تعارض بينهما، فالدين هو البعد الروحي للذات العربية والعروبة هي البعد الثقافي، وهنالك تكامل بين البعدين، ولولاهما معاً لما كانت الحضارة العربية الإسلامية الخالدة قد بلغت ما بلغت من تقدم وازدهار. وأما من يفتعلون اختلافاً أو خلافاً مفهومياً أو إيديولوجياً بين العروبة والدين، فهم يستوردون ذلك من سياق حضاري وثقافي مختلف، وتحديداً من الثقافة الغربية التي عرفت فيها الذات الثقافية والدينية تحولات ومخاضات لم نعرف نحن لها مثيلاً. كما أن الصراع بين رجال الدين ونخب الثقافة في أوروبا القرون الوسطى، كان له دور أيضاً في بلورة تلك الحساسية الشديدة بين الدين والثقافة العامة، التي تم تجاوزها من خلال تطبيق مبدأ العلمانية. بدر الدبعي - صنعاء