«جائزة الإمارات للشباب» التي أطلقتها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، مؤخراً، تعكس الاهتمام الذي توليه الهيئة والدولة بوجه عام، للشباب، والحرص على توفير البيئة التي تحفز إبداعهم، وتنمّي مهاراتهم وقدراتهم في المجالات المختلفة، كونها تنطلق من تكريم الشباب الإماراتي الذي حقق إنجازات في أيّ من المجالات التي تهم المجتمع، سواء كانت علمية، أو ثقافية، أو فنية أو اجتماعية وتطوّعية، لتشجيعه على مواصلة تفوّقه وإبداعه من ناحية، وتحفيز الشباب الآخرين الذين يمتلكون قدرات خاصة على إثبات تميّزهم من ناحية أخرى، حيث تشترط الجائزة أن يكون المشارك من مواطني دولة الإمارات، وأن يكون العمر ضمن فئة الشباب، ولا مانع من أن يكون نتاج المرشح قد نشر أو عرض للجمهور، وذلك وفقاً لطبيعته، كما تشترط أن يتمتع الإنتاج بالأصالة والتميّز والابتكار. "جائزة الإمارات للشباب"، بهذا المعنى، تستهدف نشر ثقافة التميّز والتفوق بين شباب الوطن، وتجديد روح الإبداع والابتكار لديهم، وتحفيزهم على المبادرة والابتكار في المجالات التي يتفوّقون فيها، بما يجعلهم شركاء حقيقيين في نهضة الوطن ورفعته على المستويات كافة، وهذا لاشك يستجيب لأولويات الدولة في هذه المرحلة التي تسعى فيها إلى تحقيق التفوق والريادة في المجالات كافة، ورهانها في ذلك على هؤلاء الشباب المبدع والمتفوق. "جائزة الإمارات للشباب" ليست الوحيدة التي تستهدف رعاية الموهوبين والمتفوقين من أبناء الوطن، وإنما هناك العديد من المبادرات التي تعمل على تحقيق هذا الهدف، كـ"المشروع الوطني لرعاية الموهوبين"، الذي يطبّق خطة متكاملة لرعاية الموهوبين والمتميزين في الميدان التربوي، ومتابعتهم بما يمكن الدولة من الاستفادة منهم في المستقبل في مختلف المجالات التنموية، وكذلك "البرنامج الوطني للقادة الشباب" (ذخر)، الذي أطلقته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، العام الماضي، ويعدّ أول برنامج وطني لإعداد قيادات إماراتية شابة مؤهلة بمهارات قيادية عالمية بحسّ وطني يرتكز على منهاج عالمي معتمد من "جامعة كامبريدج" البريطانية ومؤسسة الإدارة والقيادة البريطانية، ويستهدف بناء الشخصية المتكاملة والمؤهلة لقيادة المستقبل، وبما يحقق رؤية الإمارات 2021. وفي السياق ذاته، فإن هناك العديد من الهيئات والمؤسسات التي تركز في برامجها على الشباب، كـ"مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب" التي تعمل على تحفيز الشباب على التطوع والمشاركة المدنية، وخدمة المجتمع، كما تستهدف أيضاً تنمية مهارات الشباب، والعمل على تمكينهم من خلال برامج ومبادرات طويلة الأمد، من أجل بناء أجيال قيادية شابة، تكون قادرة على المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل الوطن. تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، اهتماماً خاصاً للشباب، وتضعهم في صدارة أولوياتها واهتماماتها، ولا تألو جهداً في توفير الظروف كافة التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في جهود التنمية وخدمة المجتمع، انطلاقاً من قناعتها بأن هؤلاء هم ثروة الوطن الحقيقية، ويمثلون شريحة مهمة في العنصر البشري الذي تقوم عليه جوانب التنمية كلها، ولا يمكن الحديث عن أي تقدم، أو تنمية من دون الاهتمام بهم، وتشجيعهم على مواصلة التفوّق والإبداع والابتكار في المجالات كافة. ــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.