مع أهمية الطرح الوارد في مقال الكاتب عبدالله عبيد حسن المنشور هنا تحت عنوان: «كندا والعرب... التحدي والاستجابة»، وخاصة دعوته الدول العربية إلى ممارسة نوع من الضغوط على الحكومة الكندية لكي تتخذ مواقف أكثر توازناً تجاه صراع الشرق الأوسط، أو على الأقل تخفف قليلاً من انحيازها لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنني أرى أن على الجاليات العربية والمسلمة المقيمة هناك دوراً آخر مهماً يتعين عليها أن تلعبه هي أيضاً. ولعل أحد أسباب انحياز كثير من الحكومات الغربية إلى جانب الصهاينة هو انسياقها الشعبوي وراء الاتجاه السائد لدى الرأي العام في بلادها. والرأي العام الكندي، والغربي عموماً، في حاجة إلى من يبصره بحقيقة الصراع في الشرق الأوسط، لأن التيار الأكبر من الإعلام الغربي الموالي لإسرائيل يقدم هذا الصراع بطريقة مغلوطة للرأي العام هناك، وهذا هو سبب الأفكار الخاطئة والصور النمطية المتفشية لدى كثير من الغربيين تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة. ومن هنا يكون الجهد المنتظر من الجاليات المسلمة في كندا هو أن تنظم نفسها وتشكل ما يشبه جماعة ضغط تمارس تأثيرها على الرأي العام وتبين له حقيقة ما يجري من احتلال وعربدة وعدوان دائم من طرف المحتلين الإسرائيليين. ولو قدم حجم معاناة الشعب الفلسطيني والظلم الذي يتعرض له، لكان الرأي العام الغربي يقف إلى جانبه بشكل أقوى، وهو ما سيعني اضطرار الحكومات الغربية لمراعاة المزاج العام للشارع ولوسائل الإعلام في بلادها، ولاتخذت مواقف أكثر توازناً وعدالة وإنصافاً تجاه صراع الشرق الأوسط. عز الدين يونس - أبوظبي