سترتسم ساحة ملاعب الصبا هذه في أذهان هؤلاء الأطفال طيلة عمرهم اللاحق، والأرجح أن ينظروا إلى هذه الساحة المتربة البائسة وسط حي الصفيح الفقير على أنها فردوس ذكريات منهوب، بعدما تحضر الجرافات وآلات الهدم لتسوية كل ما قد تجده هنا مع الأرض، لأن أرض هذا الحي البالغة مساحتها 126 هكتاراً تدخل ضمن المناطق التي قررت الحكومة الكمبودية تطويرها، ومنحت امتياز البناء عليها لشركة كمبودية- صينية ستبني هنا ناطحات سحاب وأبراجاً عالية، ليجد فقراء الحي أنفسهم فجأة متشردين في أنحاء البلاد البعيدة بحثاً عن مأوى أو ملجأ. والملفت أن صاحب الشركة المحظوظة هو أحد السياسيين المتنفذين المنتمين إلى الحزب الحاكم، وقد أثار هذا المشروع خاصة جدلاً واسعاً في البلاد لأنه سيؤدي إلى تهجير وتشريد 4 آلاف أسرة. يذكر أن النزاعات العقارية أمر سائد في كمبوديا، الساعية بشكل حثيث للحاق بقطار نمو الصعود الاقتصادي الآسيوي السريع. غير أن مصادرة الحكومة للأراضي تثير انتقادات من قبل المنظمات الدولية، التي تتهمها أحياناً بالتعسف والتوسع في استخدام القوة والقانون دون مراعاة الآثار الجانبية لذلك على الشرائح الأكثر فقراً من السكان.(ا ف ب)