هروباً من سنوات الضياع والتشرد، يعود هؤلاء الرجال والنساء والأطفال إلى وطنهم بوروندي، لكن الحال في هذا المخيم الذي خصص لاستقبالهم ليس أفضل كثيراً من حالهم السابق في مخيم للاجئين داخل تنزانيا. فهنا في هذه المحطة داخل المخيم ينتظرون التسجيل وتسلم خيمة تأويهم، وهي محطة على ما يبدو تفتقر للكثير من النظام ووسائل الراحة، باستثناء مقعدين خشبيين طويلين، نرى أحدهما وقد تمدد عليه أحد الأطفال العائدين من اللجوء وراح في نوم عميق. إن الانتظار في محطة المخيم طويل وممل، شأنه شأن رحلة العودة من المنفى وسنوات العمر التي انقضت من اللجوء في الخارج. هذا، ويقول مكتب المفوضية العليا للاجئين في بوروندي إنه ساعد في إعادة توطين أكثر من نصف مليون لاجئ سابق خلال السنوات العشر الماضية، بعضهم كان قد فر خلال المذبحة الاثنية الكبيرة في عام 1972، بينما فر البعض الآخر عقب مذبحة عام 1994، والتي أفضت إلى ما يربو على عقد من الحرب الأهلية في بوروندي. وما ذلك إلا ضريبة الاستخفاف بنعمة الأوطان، والنتيجة أخيراً أن يصبح المرء لاجئاً في وطنه!