مع أهمية الطرح الوارد في مقال الدكتور أحمد عبدالملك: "تحديات الدولة الوطنية في الخليج"، إلا أنني أرى أن ما حققته دول مجلس التعاون لمواطنيها من تنمية وتحديث وتطور في كافة المجالات خلال العقود الماضية يعد نجاحاً باهراً قل نظيره في السياقين الإقليمي والدولي. ولو قارنا أحوال أبناء دول المجلس من حيث مستويات المعيشة والتنمية البشرية، مع بقية الدول العربية الأخرى، فإننا سنجد دون شك فرقاً هائلاً بين الجانبين، وذلك لأن دول المجلس حققت قفزات تنموية هائلة، وصرفت استثمارات هائلة على البنية التحتية وعلى بناء وتكوين الإنسان، حتى غدت بعض هذه الدول في مصاف الدول المتقدمة في مختلف مجالات الاقتصاد والصناعة والتجارة وغيرها. ولذا فإن الحديث عن تجارب الدولة الوطنية الحديثة في الخليج ينبغي أن تتوقف أولاً أمام تلك الإنجازات التاريخية، وبعد ذلك مقارنتها مع ما حققته دول عربية أخرى تمتلك نفس الموارد أو أكثر، ولكن شعوبها تعيش تحت خط الفقر وبناها التحتية متهالكة. عز الدين يونس - أبوظبي