لم يعد الثاني من ديسمبر مجرد مناسبة يحتفل فيها أبناء الوطن بذكرى قيام اتحاد الإمارات، وإنما أصبحت هذه الذكرى مناسبة تعلن فيها القيادة الرشيدة مبادرات ومشاريع وطنية من أجل خدمة الوطن والسعي لتلبية احتياجات المواطنين وتعزيز سبل العيش الكريم لكافة أبناء الوطن. فخلال الأسبوع الماضي تم الإعلان عن مبادرتين عظيمتين لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الأولى هي مبادرة لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل «أبشر»، والثانية إطلاق مشروع إسكاني متكامل جديد يشتمل على بناء عشرة آلاف وحدة سكنية على امتداد إمارات الدولة ومناطقها. ومبادرة «أبشر» تقضي بتوفير 20 ألف فرصة عمل للمواطنين خلال خمس سنوات وتم بالفعل توظيف 1186 منهم، من خلال الشراكة مع الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص. وستكون هذه المبادرة حجر الزاوية لبرنامج العمل الحكومي وتجعل من عام 2013 عاماً للتوطين. وتقوم مبادرة «أبشر» على أربعة محاور استراتيجية تشمل خلق فرص العمل الوظيفية للمواطنين، والتأهيل والتدريب والإرشاد والتوجيه المهني، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالقطاع الخاص، وشراكة استراتيجية وتعاوناً تاماً مع القطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، إن «أبشر» مبادرة مميزة تضاف إلى مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة الوطنية والإنسانية الطيبة مؤكداً أن المواطن عند صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله هو أولًا وثانياً وثالثاً. الكرة الآن في ملعب الشركات الخاصة التي يجب عليها أن تتجاوب مع مثل هذه المبادرات الوطنية وتتفاعل بإيجابية مع هذه المشاريع من باب تحملها لمسؤولياتها الوطنية. إن مبادرة «أبشر» تسد الباب أمام الحجج والذرائع التي تعود أن يسوقها القائمون على شركات القطاع الخاص، حيث إن هذه المبادرة تعتمد على قيام الحكومة بتأهيل وتدريب وتوجيه المواطنين للعمل في القطاع الخاص في إطار الشراكة مع الجهات الحكومية المختلفة. إن «أبشر» المبادرة كما قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد راشد آل مكتوم هي بالفعل عظيمة، وستحدث نقلة نوعية في القضاء على البطالة وإقحام المواطنين في القطاع الخاص. ولتحقيق هذه الأهداف السامية للمبادرة إذا ما عمل جميع القائمين على المبادرة والأطراف المشاركين فيها وهي الحكومة والمواطن والقطاع الخاص بمسؤولياتهم الكاملة بكل إخلاص وتفان. وتحقق هذه المبادرة توفير الحياة الكريمة وتأمين مستقبل وظيفي آمن ومستقر للمواطن، ورفع معدل مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتحقيق ميزة تنافسية للاقتصاد الوطني من خلال إطار استراتيجي متكامل لدعم سياسات توطين الوظائف. وتهدف «أبشر» إلى تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي للمواطنين، إضافة إلى دعم السياسات والإجراءات الحكومية المتبعة في مجال التوطين فضلاً عن تنويع مجالات العمل أمام المواطنين. أما مشروع بناء عشرة آلاف وحدة سكنية على امتداد إمارات الدولة ومناطقها، فهو يأتي استكمالاً لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة التي تكرس مسيرة التنمية الشاملة والمتوازنة بين مختلف مناطق الدولة، وتضمن تلبية أهم احتياج للاستقرار الأسري للمواطنين وهو توفير المسكن الملائم بما يساهم في خلق مجتمع مستقر ومترابط. إن الثاني من ديسمبر من كل عام مناسبة وطنية يعبر فيها أبناء الوطن عن فرحتهم بمنجزهم التاريخي، ويجددون فيها بيعتهم لقيادتهم الرشيدة، ويؤكدون تمسكهم بثوابت الوطن وقيمه والعمل على حماية مكتسباته. كما أن هذا اليوم مناسبة تلبي فيها القيادة طموحات وآمال أبناء الوطن، وهذا التلاحم وهذا الترابط بين القيادة والشعب هو الذي يدفع بالتنمية إلى الأمام ويعزز الاستقرار.