بينما تحتفل دولة الإمارات باليوم الوطني الحادي والأربعين، فإنها تعيش حالة من الإنجاز في المجالات كلها وفي مقدمتها المجال التعليمي، حيث حقّقت نقلة نوعية في منظومة التعليم بمراحلها المختلفة، لا تقتصر على التطوّر الكمي في أعداد المدارس والمعاهد والجامعات فقط، وإنما على المستوى النوعي أيضاً، الذي بات يرقى إلى المعايير العالمية المطبّقة في كثير من الدول المتقدمة، وهذا لم يكن ليتحقّق من دون الدعم الكبير من جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حيث يؤمن سموه بأن التعليم هو أساس التقدم وركيزة التطوّر في مختلف المجالات. بعد إنشاء دولة الاتحاد في عام 1971 حدثت الانطلاقة الكبيرة في مسار التعليم، فتأسّست الوزارات الاتحادية ومنها وزارة التربية والتعليم، التي تولّت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة، وانتشرت بدءاً من تلك الفترة المدارس الحكومية، وتوالت في ما بعد ملامح النهضة التعليمية، ممثّلة في إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات، وتزايد أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس والجامعات، وافتتاح العديد من الأفرع لأرقى الجامعات العالمية داخل الدولة. وشهد قطاع التعليم في الآونة الأخيرة العديد من المبادرات النوعية المتميزة، التي تعكس التطور النوعي، كمبادرة «التعلم الذكي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله هذا العام، التي تستهدف في الأساس توظيف التقنيات الحديثة في مجال التكنولوجيا كوسائل للتعلم والمعرفة، ومبادرة «إنشاء بيت خبرة عالمي» كي يمثّل «جامعة الإمارات العربية المتحدة»، و«جامعة زايد»، و«كليات التقنية العليا»، ويقدم الخدمات والاستشارات إلى مدارس الدولة والجامعات والكليات في المنطقة والعالم. الاهتمام بالتعليم لا يتوقف عند هذا الحد، بل يشمل أيضاً حرص الدولة وقيادتنا الرشيدة على إتاحة الفرصة أمام المواطنين للالتحاق بالجامعات العالمية المرموقة لاستكمال دراساتهم، وتبرز هنا بعثة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله للطلبة المتميّزين علمياً التي أنشئت عام 1999، والتي تقوم على اختيار نخبة من الطلبة الإماراتيين المتميّزين علمياً وإيفادهم إلى أرقى الجامعات في العالم لإكمال دراستهم في المجالات التي تخدم مسيرة التنمية في الدولة، ومنذ إنشاء هذه البعثة استطاعت أن تمدّ الدولة بالكثير من الكوادر المواطنة المؤهلة في العديد من المجالات. ومنحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للتعليم العالي، التي تستهدف توفير تعليم عالمي عصري لخريجي «جامعة زايد» من فرعيها في أبوظبي ودبي، الذين يرغبون في استكمال تعليمهم العالي، سواء في جامعات الدولة أو خارجها في أرقى الجامعات العالمية المصنّفة ضمن أفضل 200 جامعة عالمية. تعطي دولة الإمارات العربية المتحدة قضية التعليم أهمية محورية، بحيث تقع في قمّة أولويات الرؤية التنموية للقيادة الرشيدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وتعمل على توفير البيئة المواتية لعملية تعليمية تأخذ بأرقى المعايير العالمية، من منطلق إيمانها بأن التعليم هو أفضل استثمار في حاضر الوطن ومستقبله. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية