تحتفل الإمارات بقصة وطن له من العمر 41 سنة، حقق خلالها إنجازات أذهلت كل من زاره، حتى أصبح أهل الإمارات محسودين على وطنهم الذي يسعى الكل أن يعيش فيه كي يأمن على نفسه أولاً ويحقق طموحاته ثانياً. ولعل ما نشرته «الإيكونومست» مؤخراً من أن الإمارات تأتي في المرتبة الأولى عربياً والثامنة عشرة عالمياً لأفضل مكان يمكن أن يولد فيه إنسان في عام 2013، يعد مؤشراً واضحاً يلخص هذه المقدمة. ففي عالم هبت فيه العواصف، تأتي الإمارات العربية المتحدة كي ترسم على رمال الصحراء الحارة واحة من التنمية، فكيف تحولت الصحراء إلى واحة خضراء في وطن العطاء ملحمة لابد من أن يشكر عليها أهل العطاء الأوفياء، ألا وهم شيوخ هذا البلد المعطاء الذين عاشوا مع شعبهم مرحلة العناء. قيادات سجلوا في التاريخ المعاصر لأنفسهم بمداد الواقع أجل سجل، حتى بات الناس يدعون لهم، ومن نجاح تلك القيادة أنها أعدت جيلاً من قادة هذا الوطن المعطاء حمل من بعدهم راية الأمل ومشعل البناء يقودهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات وقادة لا يستطيع الإنسان أن يحصرهم على رأسهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن كل واحد منهم يمثل مدرسة في القيادة تتكامل فيما بينها، لتمثل عقد الاتحاد... هذا هو سبب الإنجاز الحقيقي في تصوري في وطني، فالشكر موصول لكل من أسهم في رحلة الاتحاد حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، والمستقبل يحمل في طياته تحديات تدعونا جميعاً للتكاتف حول قيادتنا كي تستمر رحلة العطاء. في هذا اليوم نفخر نحن أهل الإمارات بانتمائنا لهذا الوطن، فمن حقنا ذلك لأننا نرى واقعاً من نجاح. وإنْ كان من درس نؤكد عليه في هذه المرحلة من تاريخ الاتحاد فيتلخص في أن اتحادنا سر قوتنا، وإن كان من سر في تميزنا فهو اللحمة مع قيادتنا وسيستمر النجاح ما دام الإنسان هو الرقم الأول في خططنا. ومن نجاحنا أن نخطط لمستقبلنا تمنيت وبعد أن ينتهي فصل الاحتفالات بهذه المناسبة أن يعقد مؤتمر وطني للتباحث حول تاريخ الاتحاد لنتعلم العبر من بدايات تأسيس الدولة والدروس المستقاة من ذلك التاريخ ، ثم نرحل إلى واقع الإنجازات وكيف تحققت، وبعدها نركز على استشراف المستقبل وما يحمله من توقعات وتحديات. فمن السهل أن تكون الرقم الأول في الإنجازات، ولكن ليس من الصعب الحفاظ على ذلك الرقم إذا كانت لديك استراتيجيات وخطط منطلقة من واقع تم التأمل فيه ومستقبل تم استشرافه. فنحن نعيش في عالم التحديات، وهناك من يتربص بالإمارات وما تم تحقيقه فيها من إنجازات. دور كل واحد منا يتلخص في أن يكون لبنة خير في هذا الوطن من حيث العطاء الفكري والعملي كل حسب تخصصه وتميزه وفي نفس الوقت، نرص الصفوف كي نشكل ذلك الحصن الحصين الذي يحفظ الله تعالى به هذه النعمة من كل من سولت له نفسه العبث بأمن وطننا، أو سعى لاستغلال طيب أخلاقنا والتعرض لإنجازاتنا وطموحاتنا وكل عام وأنتم بخير.