ضمن هذا التعقيب على مقال: "ضعف نمط الاتحاد الأوروبي" للدكتور عبدالله جمعة الحاج، سأكتفي بالإشارة إلى أن مشكلات الاتحاد الأوروبي الراهنة، وخاصة في ضوء التداعيات الخطيرة للأزمة المالية على مستقبل الاتحاد من شأنها أن تفرض في النهاية قدراً من الإصلاحات الهيكلية في بنية الاتحاد، وفي علاقات أعضائه ومستوى اندماجهم الاقتصادي والنقدي والمؤسسي. ومن دون ذلك يرجح كثير من المراقبين للشؤون الأوروبية أن تعود الأزمات الدورية المالية والاقتصادية لزعزعة بنيات الاتحاد الأوروبي. وسبب هذه النظرة غير المتفائلة حول مستقبل الاتحاد الأوروبي هو في رأي المنتقدين كون الاتحاد قد توسع بشكل أكبر من طاقته الاستيعابية، كما ضم دولاً في جنوب القارة العجوز تثور شكوك حول قدرتها الاقتصادية على مسايرة أداء الاتحاد والوفاء بمعاييره والتزاماته. ولذا فإن الدول الأوروبية الكبيرة والقوية اقتصادياً مثل ألمانيا وفرنسا لا يمكن أن تستمر إلى الأبد في تحمل تبعات عضوية شركائها المتعثرين. محمود يوسف - الدوحة