خلال قراءتي لمقال الكاتب حازم صاغية: "ماذا لو فكر بعض اللبنانيين هكذا؟"، استوقفتني تلك الفقرة البارزة التي تقول إن "الأوضاع الراهنة في سوريا يتأدى عنها تهجير السكان ما يطرح على لبنان واللبنانيين أعباء ومهمات تتعدى قدراتهم المتواضعة". والحقيقة أن الكاتب قد أثار هنا موضوعاً بالغ الأهمية بالنسبة لنا نحن في لبنان، حيث نعاني أصلاً من وجود ضغوط سكانية واقتصادية بسبب عدد اللاجئين السابقين الموجودين في لبنان منذ نكبة الشعب الفلسطيني الشقيق، ولذا فإن أية حركة تهجير واسعة للسكان السوريين إلى لبنان، زيادة على ما هاجر حتى الآن، ستضع لبنان في موقف بالغ الصعوبة سكانياً واقتصادياً. ومع ذلك فإن مشكلة النازحين واللاجئين ليست هي أخطر التحديات التي تواجه لبنان اليوم، وإنما الأخطر هو قضية استمرار الاستقطاب المذهبي اللبناني وتفاعله مع الاستقطاب السوري. وقد رأينا في شمال لبنان حتى الآن مواجهات عنيفة على هذه الخلفية المقلقة. ولذا فإن أولى الأولويات بالنسبة لنا ينبغي أن تكون تجاوز الاستقطاب، وتحييد الداعيات السلبية للأزمة السورية على بلادنا. وائل عقيل - بيروت