تسير هذه المرأة وعلى الرأس قفة وفي اليد قفة أخرى وفي البال أحلام وردية تدغدغ الخيال، بأن تكون الأسعار في سوق السمك هنا بإحدى ضواحي مدينة لاجوس النيجيرية قد عرفت تحسناً بحيث تتمكن من تصريف السمك المجفف الذي قررت تسويقه اليوم، وتتجشم الآن عناء المشي على طريقه البعيدة. غير أن القدرة الشرائية محدودة بسبب انتشار الفقر المدقع، بل إن كثيرين هنا لم يسمعوا أساساً أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" التابعة للأمم المتحدة احتفلت منذ فترة قريبة بيوم الغذاء العالمي، للتأكيد على ضرورة تضافر جهود كافة أطراف المجتمع الدولي لتحقيق الأمن الغذائي لكافة سكان العالم، وهو هدف دولي طموح ما زال بعيد التحقق في هذه الأنحاء. وقد أكدت "الفاو" أن نسب انتشار الجوع تتقلص الآن في آسيا وأميركا اللاتينية، في مقابل تفاقمها في القارة السمراء. وفي المجمل تؤكد الإحصاءات أن واحداً من كل ثمانية من سكان العالم يأوي إلى فراشه كل ليلة وهو يعاني من وخزات الجوع الشديد. فما العمل؟ وأين الحل؟ يتساءل الجائعون. (ا ب).