كان مثالاً شديد الدلالة ذلك الذي ضربه الدكتور عبدالله المدني في مقاله "لا مكان للمثاليات في عالم السياسة"، وهو تجربة الزعيم الهندي جواهر لال نهرو الذي بلغ تمسكه بالأخلاق والمثاليات في عالم السياسة والعلاقات الدولية حداً جعله يعزف عن بناء قوة عسكرية قادرة على حماية بلاده من الأطماع الخارجية. لكن سرعان ما أظهر الواقع خطأ تقديرات الرجل، خاصة بعد أن هاجمت الصين بلاده واستولت على جزء كبير من أراضيها. إنه درس للإدارة الأميركية الحالية، والتي يحذّرها الكاتب من خطر الانسياق وراء شعارات "الربيع العربي"، لاسيما وأن هذه الإدارة تعاملت بسطحية مع منطقة شديدة التعقيد حين قبلت بالإسلاميين كحكام جدد، وفرطت في المصالح الإستراتيجية لبلادها في المنطقة. بيد أن ساسة واشنطن سرعان ما اكتشفوا أن مواقفهم تجاه أحداث المنطقة، والمبنية على "المبادئ الأخلاقية" عوضاً عن المصالح الواقعية، جلبت لهم الصداع والألم. إبراهيم السيد- البحرين