قرأت مقال "هل يزدهر ربيع العرب؟"، لكاتبه الدكتور عبدالحميد الأنصاري، وأرى أنه محق في التقييم الذي طرحه حول ما يسمى "الربيع العربي"، والذي أوضح فيه أن هذا "الربيع" تحول إلى كذبة كبرى، ليس فقط بسبب ما ارتبط به من آلام وتضحيات واضطرابات، وإنما أيضاً بالنظر إلى مآلاته التي نراها ماثلة في دوله، حيث تحول إلى فرصة لحركات "الإسلام السياسي" كي تعتلي موجة الحراك "الديمقراطي" وتصل إلى سدة الحكم في أكثر من دولة. أما نتائج ذلك الوصول فواضحة ولا حاجة بنا للتفصيل في شرحها وإبانة مظاهر التراجع والفشل المنطوي عليها. وكما يوضح الكاتب فإن الإسلاميين الحاكمين لا خبرة لهم بأمور الحكم والسلطة، ولا دراية لهم بفن إدارة الشأن العام وتحقيق التوافق الوطني، وكل خبرتهم كانت في المعارضة عبر عقود طويلة، حيث مهروا في إثارة مشاعر الجماهير وتهييجها وتحميسها ودفعها للتظاهر والاحتجاج، لكنهم في واقع الأمر غير مؤهلين للحكم والقيادة، وهذا ما نلمسه في تناقض قراراتهم وتضاربها، الأمر الذي أظهر حقيقة كونهم لا يملكون حلولاً حقيقية للمشكلات الاقتصادية والسياسية، حيث نراهم اليوم يلجؤون إلى نفس السياسات التي طبقتها الأنظمة السابقة! عثمان صفر -الكويت