في مقاله "فرنسا بين هولاند وساركوزي"، رد باسكال بونيفاس على الحملة التي يشنها أنصار ساركوزي ضد هولاند بسبب ما اعتبروه تقاعساً عن حماية المصالح الفرنسية العليا في المحافل الدولية. وهو الانتقاد الذي رد عليه الكاتب بالقول إن هولاند لم يدعِ قط أن له تصورات استراتيجية كبرى، ولا أبَان عن توجه جديد في السياسة الخارجية الفرنسية. ورغم ذلك فقد سعى إلى المصالحة بين المواقف المختلفة التي تقسم الاتحاد الأوروبي، معيداً التأكيد على ضرورة تحقيق النمو الاقتصادي وعدم الاكتفاء بالتقشف كسياسة تدعو إليها ألمانيا، ونجح جزئياً في إدراج تحفيز النمو ضمن لائحة الإصلاحات المقترحة على الاتحاد. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، يبرز الكاتب أوجه التباين بين الحالتين في ليبيا سابقاً وسوريا حالياً، قائلاً إن أي تدخل عسكري في سوريا، مع وجود معارضة روسية وصينية قوية، سيتحول إلى كارثة حقيقية. لذا تجمع الدول الغربية، وضمنها فرنسا، على استبعاد الحل العسكري في الوقت الحالي على الأقل. وهنا، كما يقول الكاتب، لا يمكن اتهام هولاند بالخروج على الإجماع، بل إن موقفه يمثل إجماعَ أوروبا وأميركا معاً على التريث وعدم الانخراط في مغامرة عسكرية غير محسوبة. جمال محمد -أبوظبي