ليبيا بعد عام على الثورة... وأزمة سوريا المستفحلة ------- عجز الأمم المتحدة أمام الأزمة السورية، وتقييم الوضع الليبي بعد عام على سقوط القذافي، واستعدادات انتقال السلطة في الصين، ثم تركيا ومشكلة إنزال الطائرات... أهم ما حفلت به الصحافة الدولية من مواضيع خلال الأسبوع الماضي. ------ التحدي السوري خصصت صحيفة ذي أوستراليين الأسترالية افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي للحديث عن الأزمة المستفحلة في سوريا وفشل الأمم المتحدة حتى هذه اللحظة في إيجاد حل يوقف إراقة الدماء، لاسيما -تقول الصحيفة- إن الصراع في سوريا لم يعد محصوراً داخل حدودها بل بات يتمدد خارجها، فنيران الحرب الأهلية المضطرمة في المدن والمناطق السورية المختلفة انتقل شواظها إلى لبنان مؤخراً الذي يعتبر، حسب الصحيفة، الحلقة الأضعف في سلسلة الدول المحيطة بسوريا، وقد تمثل هذا التمدد غير الصحي للأزمة السورية في اغتيال اللواء وسام الحسن الذي أشرف طيلة السنوات الماضية على شعبة المعلومات بالأمن الداخلي اللبناني، وكان مسؤولاً عن كشف مؤامرة تستهدف تفجير أماكن داخل لبنان يحركها النظام السوري، لتخلص الصحيفة إلى أن الاغتيال الأخير إنما يندرج ضمن خطة النظام السوري للهروب إلى الأمام وتصدير أزمته إلى الخارج علَّه بذلك يخيف المجتمع الدولي ويخفف ضغوطه على النظام، والحال كما تؤكد الصحيفة، أنه كلما استطالت الأزمة في سوريا تضاعفت احتمالات ضرب استقرار المنطقة، خاصةً وأن الأمر لا يقتصر على لبنان، بحيث تشير الصحيفة إلى المناوشات على الحدود مع سوريا، واستهداف مدنيين في قرية تركية، فضلاً عن مشكلة اللاجئين التي تؤرق الأردن بعدما وصل عددهم إلى أكثر من 180 ألف لاجئ. بيد أن هذه التطورات الخطيرة على مسار الأزمة السورية لم تدفع المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حاسم لإقناع روسيا، التي تعرقل عمله، بتغيير موقفها. وفي هذا الإطار تدعو الصحيفة حكومة بلدها، أستراليا، إلى إعادة طرح الأزمة على مجلس الأمن، لاسيما أنها ستتولى مقعدها المؤقت كعضو في مجلس الأمن الدولي. دروس ليبيا في تقييمها للوضع الليبي بعد مرور سنة كاملة على سقوط نظام القذافي، أفردت صحيفة "تشاينا دايلي" افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي للتطرق إلى بعض تفاصيل الوضع الليبي اليوم بعد أكثر من سنة على قيام النظام الجديد، وفي هذا السياق تطرح الصحيفة جملة من الأسئلة مثل: هل أدت إطاحة القذافي إلى تكريس الديمقراطية الغربية في ليبيا؟ الجواب كما ترد الصحيفة هو بالطبع لا، فعملية التدخل العسكري الذي قادته أميركا ومعها بقية دول حلف شمال الأطلسي لم يفض إلى مؤسسات قوية، كما يشهد على ذلك الوضع الحالي في البلد، فالمؤسسات الديموقراطية متعثرة والمليشيات المسلحة ترفض الانضمام إلى الجيش والشرطة، فيما السلاح منتشر على نطاق واسع، بل ظهرت التناقضات بين المناطق والجهات الليبية المختلفة التي يصارع كل منها للحصول على حصته من الكعكة. فالديمقراطية تقول الصحيفة، التي تأتي على ظهر الدبابات لن يكتب لها النجاح السريع الذي كان يرجوه الغرب. أما السؤال الآخر الذي تطرحه الصحيفة فهو: هل كان للتدخل الغربي أي دور في تعزيز المصالح الأميركية في ليبيا وتحقيق استراتيجيتها بالمنطقة؟ هنا تجيب الصحيفة مرة أخرى بالنفي، والدليل على ذلك ما حصل مؤخراً من استهداف القنصلية الأميركية في بنغازي، وقتل السفير كريس ستفينز وثلاثة من رفاقه، لتخلص الصحيفة إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي مختلة من أساسها، متجاوزة محاولاتها الأخيرة للوقوف مع شعوب المنطقة في مواجهة الأنظمة. وفي الأخيرة تقول الصحيفة إن إشكالية الديمقراطية في العالم العربي مسألة داخلية بعيدة عن التدخلات الغربية، وهو ما يتعين على الغرب الاستفادة منه حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى في الحالة السورية. الانتقال السياسي في الصين بهذا العنوان استهلت صحيفة "ذي تايمز أوف إنديا" افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي متناولة عملية انتقال السلطة الجارية حالياً داخل الحزب الشيوعي الصيني، والتي يتم الإعداد لها قبل انعقاد المؤتمر الـ18 للحزب خلال الشهر المقبل. وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى أن الحزب الشيوعي الصيني ليس كتلة واحدة، بل تخترقه فصائل متصارعة تتوزع بين الجناح اليساري الذي يريد تعبئة الشعارات القديمة التي تعود إلى حقبة ماوتسي تونج، وبين دعاة الإصلاح الذين يصرون على الاستمرار في الانفتاح الاقتصادي والإصلاح السياسي. وكما يبدو للصحيفة فإن إقصاء بو زيلاي، القيادي في الحزب، واتهامه بالفساد، قد أعطى أفضلية لأصحاب الفكر الإصلاحي داخل الحزب، ليبقى الطريق سالكاً أمام نائب الرئيس الحالي تشي جين بينج للوصول إلى السلطة بعد انعقاد مؤتمر الحزب المقبل، وهو الذي يُنظر إليه من قبل المراقبين على أنه من العناصر الإصلاحية داخل الحزب. وقد كان لافتاً أيضاً، في إطار تفوق الإصلاحيين في الصين، دعوة رئيس الوزراء، وين جيابو، خلال مؤتمر حزبي عُقد في شهر مارس الماضي إلى المزيد من الانفتاح الاقتصادي والسياسي للحفاظ على المكتسبات التي حققتها الصين ومعالجة الاختلالات المصاحبة للنمو الاقتصادي، لاسيما الفوارق الهائلة في الدخل وتوزيع الثروة التي تثير سخط فئات متزايدة من المجتمع الصيني. وفي جميع الأحوال تقول الصحيفة إن ما ينتظر الصين من تحولات سيؤثر على جارتها الهند التي وإن كان من مصلحتها الحفاظ على علاقات ودية مع بكين، فإنها أيضاً ترحب بالاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تهدف لنقل التركيز والاهتمام إلى القارة الآسيوية، وهو تطور جيد تقول الصحيفة لأنه من مصلحة الهند إقامة التوازن في المنطقة، والحرص على عدم تمدد الصين خارج حدودها. تركيا والملاحة الجوية حملت صحيفة "البرافدا" الروسية بشدة على تركيا في افتتاحيتها خلال الأسبوع الماضي بسبب إقدامها على إنزال طائرة أرمينية كانت متوجهة إلى مدينة حلب السورية لتقديم مساعدات إنسانية للأهالي، وتضيف الصحيفة في معرض انتقاداتها للسلطات التركية، أن الطائرة تم إنزالها في مدينة إيرزوم بغرب تركيا التي شهدت، من وجهة نظر الصحيفة، أحد أبشع فصول ما تسميه "المجزرة" التي استهدفت الأرمن عام 1915، بل إن المدينة نفسها توجد بمنطقة كانت خاضعة في السابق لأرمينيا قبل أن تحتلها تركيا. الصحيفة أيضاً تشير إلى إنزال الطائرة الروسية التي كانت تحمل بحسب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قطع غيار تعود لرادار تم نقله بصورة قانونية إلى سوريا، فيما أكد المسؤولون السوريون أن الطائرة كانت تحمل معدات عسكرية يحظر نقلها عبر الطيران المدني. وفي جميع الأحوال تنتقد الصحيفة الروسية التصرفات التركية معتبرةً أنها ضرب من القرصنة الجوية الذي لا يجوز التعامل معه، مشيرة أيضاً إلى ما تسميه الحسابات الضيقة للجمهورية التركية الساعية إلى إسقاط نظام الأسد، متناسيةً على حد قول الصحيفة أنها ستكون أول المتأثرين سلبياً بصعود الجماعات الإسلامية المتشددة إلى السلطة وسيطرتها على المنطقة. إعداد: زهير الكساب