في رؤية استشرافية حول "سياسة أميركا الخارجية في 2016!"، يوجه دانييل بايمان نقداً لاذعاً لمراكز اتخاذ القرار الأميركية، حيث يوضح أن واشنطن عادة ما تختار بين السيئ وبين الخطِر، مثلاً: هل تترك إيران تتحول لدولة نووية أم تقوم بشن حرب عليها؟ ورغم قولها مراراً وتكراراً إن سقوط الأسد بات حتمياً، فقد رفضت بذل جهد لتحقيق ذلك السقوط! كما أخفقت محاولتها في تبني موقف أكثر صرامة في التعامل مع الصين، فبدلاً من السعي للتعاطي مع قوة كان صعودها واضحاً للجميع، عملت على تعزيز وجودها العسكري في آسيا وانتقدت انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، وزادت من القيود التجارية على البضائع الصينية. لكن الفوضى في سوريا، والانتكاسات في السياسة مع الصين، كما يقول الكاتب، لا تعدان شيئاً بالمقارنة مع الحرب التالية بين الهند وباكستان! لكن أليس في ذلك مبالغة مفرطة، أي تصوير السياسة الخارجية الأميركية كسلسلة متواصلة من النكسات؟ التفاعلات الدولية هي نتاج أنساق متعددة من العلاقات والمصالح والعمليات، ولا يصح توجيه اللوم فيها لطرف بعينه دون بقية الأطراف. إسماعيل محمد -أبوظبي