إن ما قامت به عصاباتُ حركة "طالبان" أضر بالإسلام ورسالته السامية، أكثر بكثير من ذلك الفيلم الذي أساء للرسول – صلى الله عليه وسلم - والذي ألهب مشاعر المسلمين في شتى بقاع العالم، فبأي منطق يتحرك هؤلاء الذين يسيئون للإسلام بإنتمائهم له؟ وأتساءل أيضاً: أي مبادئ تحكمُ عقولهم الغبية وقلوبهم المتحجرة، كي يمنعوا تلك الزهرة البريئة في تلقي العلم؟!، ولعل الجميع يعلم بأن أول آية نزلت في القرآن الكريم كانت "اقرأ باسم ربك الذي خلق". إن هذه الفئة الضالة أساءت إلى الإسلام وشوهت صورته الراقية السمحة، فالإسلام أكثر الأديان التي أعطت المرأة حقوقها وعززت مكانتها وصدق رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - حين قال "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" وهو أمر نبوي شريف للأمة رجالاً ونساءً بتلقي العلم وتعاليم الدين من السيدة عائشة –رضي الله عنها- فلماذا تمنع هذه الطفلة من تلقي العلم؟ وبأي نازع ٍ يعتدون عليها؟ إن من هذه الأمة من هم يسيئون للإسلام أكثر من أعدائه، وذلك بتصرفاتهم الطائشة وتطبيقهم للإسلام بمنظور سطحي غبي ساذج، حيث إنهم يهدمون صرحهُ الإنساني الشامخ بضيق أفقهم وتأويلهم للدين حسب أهوائهم ونزعاتهم الشيطانية. وعلى الجانب الآخر يطل الوجه الإنساني الراقي الذي يثيرُ كل معاني الفخر والاعتزاز بالإسلام ومبادئه الإنسانية المفعمة بالرحمة والبراءة، وذلك هو ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة بإرسال طائرة خاصة والتكفل بعلاج تلك الطفلة الباكستانية المجني عليها في لندن، بعد أن تعرضت لمحاولة اغتيال من عناصر حركة "طالبان" وأصيب رأسها وعنقها برصاصات عدة غادرة. وحتى تظل صورة الاسلام براقة ناصعة، يسخر الله من يقود لواء الاسلام المعتدل الذي يحمل بين طياته كل معاني الرحمة والرقي متمثلاً في قيادة وشعب دولة الإمارات المشهود لها من الداني والقاصي بأفعالها المشرفة والمشرقة في خدمة الإنسانية وتلبية نداء كل مستغيث. إن ما قامت به دولة الإمارات تجاه هذه الطفلة البريئة هو بمثابة إزالة للتشوهات التي لحقت بصورة الإسلام وأتباعه أمام العالم جراء هذا التصرف الأحمق والمتطرف من قبل "طالبان"... وهذا هو قدر الله في خلقه أن يجعل من حكومة الإمارات طوق النجاة لكل مكروب، واليد الحنونة التي تعطف على كل مظلوم ومنكوب، وذلك هو نهجها الذي لن تحيد عنه ولن تبتغي سبيلاً غيره منذ أن خط دربها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وجعله نهجاً لها تسير عليه ويقتفي أثره أبناؤه الكرام من بعده، وحتى تكون راية الرحمة والعون ترفرف على ربوع دولة الإمارات يستظل بها كل مقيم من جميع جنسيات العالم، حيث تمتد بظلالها لتصل إلى كل مستغيث أو مظلوم في أي بقاع الأرض. عبدالله المطوع إعلامي إماراتي