أعتقد أن الدكتور إبراهيم البحراوي كان مصيباً في مقاله "مروان وزعيرا بالقضاء"، حيث علّق على الحكم الذي أصدره في الآونة الأخيرة قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية "تيودور أور" وقرر فيه أن أشرف مروان، صهر الرئيس جمال عبدالناصر وسكرتير الرئيس السادات لشؤون المعلومات أثناء حرب أكتوبر، لم يكن عميلاً مزدوجاً يضلل إسرائيل بل كان عميلاً مخلصاً للدولة العبرية عمل لمصلحتها فقط. وأتفق مع الكاتب على أن ذلك القرار إنما يمثل جزءاً من خطة متعمدة في إسرائيل للانتقام من حرب أكتوبر، وذلك بالتشكيك في مصداقية أحد العناصر القيادية المصرية والادعاء بأنه أبلغ إسرائيلَ بموعد الهجوم المصري فجر السادس من أكتوبر. ولعل الكاتب محقٌ في مطالبته بإنشاء لجنة تحقيق لحسم دور أشرف مروان من خلال وثائق الدولة المصرية، حتى لا يبقى القارئ العربي ضحيةً لخطة الانتقام الإسرائيلية من حرب أكتوبر، والتي بدأت بالإشارات الغامضة وانتهت إلى إصدار حكم قضائي يحدد الأشخاص بأسمائهم. جاسم محمود -أبوظبي