في إطار استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للفعاليات الدولية الكبرى انطلق، أمس في دبي، "معرض ومؤتمر الاتصالات العالمي 2012"، الذي يعقده "الاتحاد الدولي للاتصالات" التابع للأمم المتحدة، وتستضيفه الدولة، وهي أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تستضيف هذا الحدث المهمّ، الذي يهدف إلى تبادل المعارف والخبرات وإيجاد نوع من التفاهم العالمي المشترك بشأن التحوّل الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والآثار المترتّبة عليه بالنسبة إلى الصناعة والقطاعات الاقتصادية الأخرى، واستمراراً للجهود نفسها تستعد الدولة لاستضافة حدثين دوليين آخرين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، هما "اجتماع الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات" و"المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية"، اللذان يعقدان للمرة الأولى أيضاً في المنطقة، وهو ما يضيف المزيد من الأهمية لدور الإمارات على خريطة الفعاليات الدولية الكبرى بشكل عام. إن وقوع الاختيار على دولة الإمارات لاستضافة هذه الفعاليات الثلاث، التي تهتم جميعها بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يدلّل على أنها أصبحت واحدة من الدول ذات التجارب المميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى العالمي. وليس قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فقط هو الذي تتفوّق دولة الإمارات في استضافة فعالياته الدولية وتنظيمها، بل تتفوّق أيضاً في استضافة الفعاليات في القطاعات والمجالات جميعها، ومنها على سبيل المثال قطاعات الطاقة التقليدية والطاقة المتجدّدة والسياحة والطيران المدني والعسكري ووسائل النقل والمواصلات والخدمات المالية والمصرفية والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات، وقد أثبتت الدولة جدارة كبيرة ونجاحاً واضحاً في هذا المجال خلال السنوات الماضية، بل إن استضافة الفعاليات وتنظيمها أصبحا بفضل الجهود الوطنية يمثلان صناعة قائمة بذاتها، ومصدراً مهماً من مصادر الدخل الوطني، وأحد الأنشطة ذات الدور المحرّك لعدد كبير من الصناعات في الاقتصاد الإماراتي. إن الخبرة الطويلة التي بنتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العقود الماضية في مجال استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، التي لا تتوافر لكثير من الدول على المستويين الإقليمي والعالمي، أصبحت تمثّل أحد أهم أسباب نجاح تلك الفعاليات، وباتت آلية مهمّة لمساعدتها على تحقيق التطلّعات والأهداف المرجوّة منها، ولعل هذا المستوى من الخبرة، وذلك الرصيد من النجاح، يمثّلان أحد العوامل المرجّحة لاستمرار الدولة على تفوّقها الإقليمي والعالمي نفسه في هذا المجال المهمّ خلال السنوات المقبلة، وهو ما يمكن القول إنه سيكون عاملاً مرجّحاً في فرص نجاح الدولة في الحصول على حقّ استضافة معرض "إكسبو" العالمي 2020، الذي تتنافس الدولة بإصرار من أجل الحصول على استضافته. إن الجهود الحثيثة التي بذلتها دولة الإمارات في مجال تطوير بيئة الأعمال الخاصة بها على مدار الأربعين عاماً الماضية منذ نشأتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي، هي التي أوصلتها إلى هذا الأداء المتميّز، الذي لا يقتصر على القدرة على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى فقط، وإنما يمتدّ ليشمل احتضان جميع الأنشطة الاقتصادية والصناعات على اختلاف أنواعها وأشكالها. فضلاً عما سبق يمثّل التطوّر الثقافي والانفتاح الذي يعيشه المجتمع الإماراتي واحداً من أهم العوامل الداعمة لطموحات الدولة وأهدافها في هذا الشأن. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.