جميل جداً إصرار قبيلة "عبيدات" على ثني سفير الأردن في إسرائيل عن قبول ذلك المنصب، فقد توالت العروض على السفير المنتمي للقبيلة والتي تأبى أن يكون عضو من أفرادها سفيراً للأردن في الدولة العبرية. إنهم يرونها العدو وحتى آخر رمق. لو فقط توجهت الجماعات الإسلامية بكل فصائلها وأطيافها، وكرست جهادها ضد إسرائيل، لربما كانت فلسطين اليوم حرةً عزيزةً، لكن ذلك ليس هدفها الأساسي! ولا يخفى على أحد ما يفعله اليهود اليوم في المسجد الأقصى، من حفْر وتنقيب لإثبات ادعاءات عجزوا حتى الآن عن الوصول إلى ما يثبتها. إن الحال الذي أصبح عليه حائط البراق في المسجد الأقصى يستدعي وقفة للدفاع عن ذلك الموروث الديني والإنساني والتاريخي الذي يفضح أكاذيب إسرائيل ويؤكد أن العرب هم أصحاب الحق الثابت في القدس وعموم فلسطين. فالموقع الذي يزعم اليهود أنه حائط المبكى، إنما هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى، حيث تم ربط البراق ليلة الإسراء والمعراج. وعلى مر التاريخ تعرّض المسجد الأقصى للمؤامرات والاعتداءات، لدرجة أن مسجد قبة الصخرة كان في يوم ما مخزناً لخمور الصليبين، ?فقيض الله من يحرر القدس ويعيدها لأهلها، لكن المؤامرة تواصلت منذ سقوط الدولة العثمانية مروراً بوعد بلفور إلى نكبة عام 1948، وما زالت الأحقاد الصهيونية قائمة، وهناك توجه حاقد نحو هدم القبلة الأولى وتحويلها إلى معلم ديني يهودي، لكن لا أحد في العالم يتحرك ضد المؤامرة المعلنة. ?ومنذ أيام قليلة هدم اليهود كنيسة تاريخية بزعم أنها أيضاً تقوم على أنقاض آثار يهودية تتعين إعادتها لسيرتها الأولى. إنه الحقد الذي يقتص من سكان المكان الأصليين، ??فتهجير العرب من القدس متواصل بوتيرة نشطة، لدرجة أن عشرات الأسر المسيحية أجبرت على الهجرة من المدينة المقدسة، والهدف هو تفريغ القدس من هويتها العربية التي تثير حفيظة الإسرائيليين. فبعد أن كانت محاولاتهم سرية وبالخفاء، صارت اليوم علنية وتجاهر بالاعتداء على المقدسات لاسيما المسجد الأقصى الذي أصدرت بلدية القدس في الآونة الأخيرة قراراً يعتبر باحته مرفقاً عاماً وبالتالي يحق لأي كان أن يزوره، ما يعني تآكل مساحته وإمكانية تحويله إلى موقع ديني لليهود بادعاءات مزعومة. حان الوقت للمسلمين كي يعلنوا أن القدس ومقدساتها تخصّهم، وأن انتهاكها هو انتهاك يمسهم جميعاً دون استثناء. وهذا الموقف وحده كفيل بإيقاف إسرائيل ولجم محاولاتها المستميتة في تهويد القدس وإفراغها من قدسيتها وطمس مقدساتها، وهنا الجهاد الفعلي الذي غاب عن الجماعات الإسلامية وهي تعيث في الأرض خراباً وتقتل الأبرياء بدلاً من واجب الدفاع عن فلسطين. لو أن تلك الحركات جميعاً قالت إن وجهتها فلسطين وعدوتها إسرائيل، لانقلب الحال وصار على غير ما هو عليه اليوم. لكن لا شيء يأتي متأخراً بشكل دائم، بل هناك متسع من الوقت لقول كلمة الحق وإنقاذ القدس.