تطرّق باسم مروة في مقاله الأخير، "سوريا وتركيا: علاقات على حافة الأزمة!"، لنقطة مهمة تتعلق بالمعركة الدائرة حالياً بين قوات الجيش النظامي السوري ومقاتلي المعارضة للسيطرة على مدينة حلب. فهذه المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد ومركز البرجوازية التجارية فيها، ظلت طوال ما يزيد على العام من عمر الثورة السورية، حصناً منيعاً لدعم الأسد وإحدى أكثر المدن هدوءاً وأبعدها عن الحراك الثوري المناهض للسلطة، قبل أن تقرر أخيراً إدارة ظهرها للأسد والالتحاق بركب الثورة. لكنه تحولٌ كلّفها غالياً، وعرّضها لغضب النظام وحملاته الباطشة. ولا شك أن نتيجة المعركة الحالية تمثل أهمية حيوية لكل من النظام والمعارضة على حد سواء، فسقوط حلب سوف يمنح المعارضة نصراً استراتيجياً، إذ سيتيح لها السيطرة على معقل حصين في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا، أما هزيمة الثوار في حلب وإخراجهم منها، فلن تحقق للنظام نصراً نوعياً بل قد تشتري له -على أكثر تقدير- المزيد من الوقت فحسب. جمال حسن -بيروت