يتسابق هؤلاء الأطفال الأفغان عبر درب مُترب إلى المدرسة مسرعين لتلقي العلم حاملين على ظهورهم حقائب تبدو شبه موحدة اللون مع طابع خاص ربما يشير إلى الجهة الخيرية المانحة التي وزعتها عليهم، في حين تلتفت هذه الطفلة الأكبر سناً إلى الخلف بعدما شد انتباهها وجود المصور، لأن حضور أمثاله إلى هذه الأصقاع الريفية النائية نادر، ويعد حدثاً في حد ذاته. وفي الخلفية تبدو أيضاً بيوت الطين والحجارة البسيطة، ويبدو المدى عموماً معتماً بعض الشيء وموحياً بانعدام البنية التحتية وارتفاع مستوى الفقر الضارب بأطنابه هنا منذ زمن بعيد. نحن في إحدى القرى الواقعة على الطريق إلى منطقة "ناغلو" حيث توجد قاعدة تتمركز فيها الوحدات الفرنسية المشاركة في الجهد الدولي ضمن قوات "إيساف"، التي تقرر سحبها من بلاد الأفغان بشكل كامل في أفق زمني أقصاه نهاية سنة 2014. ومن هنا وحتى حلول ذلك التاريخ يؤمل أن تكون جميع شروط حالة المصالحة والاستقرار قد اكتملت لكي يتفرغ الأفغان لمجابهة تحديات التنمية والإعمار.(ا ف ب)