كأنها صورة من الحياة اليومية لمدينة أخرى قبل نحو مائة عام، كان الزوار من سكان الريف يغبطونها على نعمة الرخاء الذي يحظى به أهلها؛ كونهم يعيشون في بيوت ظليلة، وينعمون بالماء البارد، وبألوان من الطعام وأجواء الراحة لا تتوفر لأهل الريف أو البدو. لكنها في الواقع منطقة لمحدودي الداخل في ضاحية قرب العاصمة الهندية نيودلهي، وقد جلس هذان الطفلان على سور يحيط بحديقة عمومية، ومن خلفهما بدت بعض بيوت الحي ومحلاته. وكما نرى فإن البيوت مكونة من طابقين أو ثلاثة طوابق، لكنها جميعاً لا تزال في طوار البناء رغم تقادمها وتهالك ما يطالعنا منها! أما محلات الحي، وبعضها أخبية أو أخصاص، فهي الأخرى تعكس وجه واقع الحال في حياة الحي الذي جلس بعض أبنائه يقضون أوقات فراغهم الطولية عند حافة الساحة الرملية، يتفرجون على بعضهم الآخر وهم يحاولون التغلب على الملل ببعض الألعاب الرياضية. إنه الزمن للعزلة وقد أخذ يتمدد على أبواب العاصمة الكوسموبوليتية، وواقعٌ حيٌ تُظهِره من خفائه وسائل العولمة! (أ.ب)