أحد سائقي عربات الريشكا يجر عربته، وهي محملةً بالركاب، محاولاً اجتياز أحد الشوارع الموحلة في العاصمة البنجالية داكا، والتي تعرضت لتهاطلات مطرية في الآونة الأخيرة. مياه الأمطار وعربة الريشكا... أمران اعتاداهما البنجاليون؛ فالريشكا تمثل وسيلة النقل الرئيسية لغالبية السكان، والأمطار وما ينجم عنها من سيول وفيضانات تمثل التحدي البيئي الأكثر خطورة لكثير من مناطق البلاد. لقد تعرضت بنجلاديش لتحديات كثيرة منذ استقلالها عن باكستان عام 1971، حيث استمرت المجاعات والكوارث الطبيعية في ظل الدولة الجديدة، وانتشر في أنحائها الفقر والاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية. فبنجلادش الواقعة في منطقة مدار السرطان، تتعرض سنوياً للفيضانات والزوابع الاستوائية والأعاصير وارتفاعات المد العنيفة. لكن مشكلتها الأكبر هي وقوعها أيضاً في منطقة "دلتا الجانج" الخصبة، بين نهري الجانج والبراهمبوترا اللذين يصبان في خليج البنغال، علاوة على 58 نهراً يمر من أراضيها. كما أن ارتفاع معظم مناطق بنجلاديش أقل من 12 متراً فوق سطح البحر، يعرضها لخطر الغمر بالمياه، إذا زاد مستوى سطح البحر متراً واحداً فقط. وعندئذ فإنه بالتأكيد لن يعود للريشكا أي دور في حياة البنجاليين! (إي-بي-إيه)