طالعت هنا في هذه الجريدة مقال بعنوان "قراءة تاريخية لأسباب الثورة السورية"، لكاتبه نجاح دمشقية، والذي يستعرض فيه محطات ومراحل من التاريخ الحديث لسوريا. وقد أعجبني ما قدمه من تأمل في كيفية وصول حزب "البعث" إلى السلطة في سوريا قبل أربعين عاماً. وأتفق مع كاتب المقال فيما أوضحه من أن السوريين اليوم يدفعون ثمناً باهظاً بسبب محاولتهم الجريئة وغير المسبوقة للتخلص من نظام ظالم حكم البلاد لسنوات طويلة وأذاقها كل صنوف القمع والتنكيل. وحسب اعتقادي فإنه أمام الوضع الحالي الذي وصلت إليه الأمور في سوريا، وما أصبحت عليه من خطورة وتعقيد، لم يعد بإمكان الثورة السورية الانسحاب أو التراجع، إذ لو فعلت ذلك فسيجد السوريون أنفسهم إزاء دولة بوليسية أكثر شراسة وتصميماً على تجنيد كل إمكاناتها للانتقام والترويع بحق كل من تشك في ولائه لحزبها وفصيلها الضيق. أسعد عبده -بيروت