انتخابات تاريخية في جورجيا... وزلزال سياسي منتظر في اليابان --------- تفاعلات أزمة الفيلم المسيء للمسلمين، والسجال السياسي المحتدم في اليابان، وإنتاج طائرة نقل روسية عملاقة جديدة، ونتائج الانتخابات الجورجية وتداعياتها، موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض للصحافة الدولية. --------- معايير مزدوجة في مقاله تحت عنوان "المدافعون عن حرية التعبير في الغرب عليهم أن ينظروا في المرآة" بصحيفة "تورنتو ستار" يوم الأربعاء يرى "هارون صديقي" أن الاحتجاجات التي اندلعت في دول إسلامية عدة بسبب الفيلم المسيء للمسلمين الذي شارك في إعداده والترويج له عدد من أقباط المهجر والقس المتطرف تيري جونز، قد أثبتت أن الفجوة القائمة بين الغرب والشرق لم يتم تجسيرها بعد. وانتقد الكاتب ادعاءات الغرب عن حرية التعبير قائلاً إن تلك الحرية لا تعني الإساءة لمقدسات الآخرين وعلى وجه الخصوص الإسلام، ثم التوقع بعد ذلك أنه لن يكون هناك رد فعل، وخصوصاً أن الموضوع قد أخذ منذ البداية طابع الاستفزاز المقصود. واستشهد الكاتب في معرض التدليل على ذلك برواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي والرسوم الكرتونية الدانمركية، وحادث حرق نسخ من المصحف الشريف في أفغانستان، وحرق نسخة منه في الولايات المتحدة من طرف القس المتطرف تيري جونز، ثم الفيلم المسيء لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأخيراً الرسوم الكرتونية التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو". وقال الكاتب إن الغرب يكيل بمكيالين مطالباً من يتحدثون عن حرية التعبير فيه أن ينظروا إلى المرآة ويروا كيف يكون رد فعلهم عندما يشكك أحد في المحرقة اليهودية، ويروا كيف قامت الصحافة وأجهزة الإعلام البريطانية ولم تقعد بسبب نشر صور فاضحة لدوقة كمبردج الأميرة كيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام. وطالب الكاتب الدول الغربية بإعادة النظر في مفهوم حرية الرأي والتعبير، على أساس أن تلك الحرية يجب ألا تعني بأي حال من الأحوال المساس بمقدسات الآخرين أو الحط منها، وأثنى في هذا الصدد على جهود زعماء من باكستان وإندونيسيا وهما أكبر دولتين إسلاميتين، بالإضافة إلى مصر واليمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمطالبة الغرب بسن التشريعات اللازمة للحد من حملات إثارة الكراهية، وتأجيج العداء التي تؤدي إلى التوتر وتخريب العلاقات السلمية بين البلاد المختلفة تحت دعاوى حرية التعبير الزائفة. لا مبالاة شعبية "زلزال اليابان السياسي القادم" هكذا عنون "ماساهيرو ماتسومورا" مقاله المنشور بعدد "جابان تايمز" الصادر أمس الخميس الذي رأى فيه أن اليابان تواجه في الوقت الراهن تحديات داخلية وخارجية تعتبر هي الأكثر خطورة منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى رغم ذلك فإن الأمر اللافت في نظره هو أن الشعب الياباني لا يبدي اكتراثاً بتلك التحديات. وعدم الاكتراث هذا لا يقتصر على التحديات وحدها وإنما يمتد كذلك إلى عملية اختيار القيادات التي اتخذها الحزبان الرئيسيان في البلاد في الآونة الأخيرة، وهما "حزب اليابان الديمقراطي" الحاكم، "والحزب الليبرالي الديمقراطي" المعارض، التي قوبلت هي الأخرى بهزة كتف جماعية لامبالية. وعلى رغم ذلك فإن الكاتب يرى أن النظام السياسي الياباني لن يظل طويلاً عرضة لعدم الاكتراث الشعبي، حيث ثبت من واقع التجربة أن الحزب الحاكم لن يستطيع بمفرده أن يمرر التشريعات المالية وغيرها من التشريعات اللازمة لإدارة الشأن الحكومي من الغرفة السفلى من البرلمان بسبب مقاومة الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب المعارضة الرئيسي الذي حكم اليابان لعقود عديدة حتى عام 2009. ويتوقع الكاتب أن الانتخابات القادمة التي يفترض أن تحل ذلك التناقض والجمود لن تنتهي بتحقيق أغلبية ساحقة لحزب من الحزبين الرئيسيين، وهو ما يعني أن البلاد ستدخل في مرحلة عميقة من عدم اليقين الأمر الذي قد يقود في النهاية إلى تغيير سياسي غير مسبوق يصفه بأنه "زلزال سياسي". طائرة جديدة تحت عنوان "روسيا تكشف النقاب عن طائرة النقل I1-476 العملاقة" أكدت صحيفة "برافدا" الروسية في تقرير لها نشر في عدد الاثنين الماضي، أن وزير الصناعة الروسي"دنيس مانتروف" قد أبلغ الرئيس بوتين بأن الطائرة المشار إليها قد باتت جاهزة للقيام برحلة طيران تجريبية، وأنها تحتوي على العديد من المواصفات الجديدة، حيث تم تحويلها تماماً إلى النظام الرقمي (الديجيتال)، كما خضعت لتغييرات في منظومة السيطرة، وأضيف إليها نظام جديد للطاقة، وكذلك قمرة طيارين جديدة، كما تمت زيادة مدى الطيران بنسبة 25 في المئة، ورفع قدرة التحميل والشحن بنسبة تتراوح ما بين 15-17 في المئة. وهذا النوع من الطائرات لا ينتج سوى في الولايات المتحدة وروسيا بحسب الوزير الذي أكد أن الجهة المصنعة قد تلقت العديد من العروض من وزارة الدفاع الروسية، وتأمل في تلقي عروض أخرى من جهات محلية وخارجية. وأورد التقرير كذلك تعليق بوتين على نبأ جاهزية الطائرة، عندما قال "إن ما أسمعه حول الطائرة يمثل أنباء جيدة، وخصوصاً أنه لا يوجد الكثير من هذه الطائرات في العالم، ما يعني أنه سيكون عليها طلب كبير من صناعة الدفاع والصناعة المدنية في روسيا وبقية دول العالم". وعلى الرغم من تلك الأنباء، فإن موقع صحيفة Vzglyad (الرؤية باللغة الروسية) الإلكتروني أفاد بأن مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية قالوا إن الطائرة الجديدة لا تستوفي كافة متطلبات العمل في القوات الجوية الروسية، نظراً لعدم احتوائها على عدد من الأنظمة فائقة الأهمية، علاوة على وجود بعض العيوب الفنية، مثل ارتفاع مستوى الضجة الصادرة عن المحرك، وعدم وجود نقطة إطفاء خلفية فيها، ولا نظام إنذار منفصل لاستخدام الأسلحة في حالة الضرورة، هذا زيادة على افتقارها إلى معدات المناولة اللازمة لإسقاط الحمولات من خلال نظام إسقاط متعدد المظلات. تغير المشهد كتب "جيمس بروك" مقالاً في عدد "موسكو تايمز" الصادر أمس الخميس اختار له عنواناً تساؤلياً هو "لماذا فقدت روسيا جيلاً كاملاً من الجورجيين" يرى فيه أنه على رغم كون أنصار الرئيس الجورجي "ميخائيل سكشافيلي" قد اتهموا المعارض "بيدز فينا إيفانشفيلي" زعيم ائتلاف المعارضة المعروف باسم "الحلم الجورجي" قبل الانتخابات التي فاز فيها بأنه يمثل "مشروع الكرملين" في جورجيا، إلا أن الرجل ينكر تماماً هذه التهمة، ويقول إنه قد صفى كافة مشروعاته في روسيا العام الماضي، وإنه قد أعطى جورجيا مساعدات تقدر بما يقرب بـ1,7 مليار دولار، خلال العقد الأخير. ويعرب الكاتب عن تصديقه لما يقوله "إيفانشفيلي"، ويرى أن الرجل سيحاول الموازنة بين علاقة بلاده مع الولايات المتحدة التي ازدهرت تحت حكم سكاشفيلي وبين علاقتها مع روسيا التي تدهورت كثيراً، وأنه بالفعل ليس عميلاً لموسكو، حيث تجاوز منذ زمن مرحلة ارتباطه بروسيا بسبب تربيته السوفييتية، وأصبح أكثر ارتياحاً للتعامل مع الغرب. ويرى الكاتب أن سياسات روسيا تجاه جورجيا كانت سبباً في فقدانها جيلاً كاملاً من الجورجيين، فاللغة الروسية التي كانت تدرس في كافة المدارس كلغة إجبارية لم تعد كذلك، وأصبح معظم المتحدثين بها ممن تجاوزوا الثلاثين عاماً من أعمارهم، بعد أن حلت محلها اللغة الإنجليزية التي تدرس كلغة إجبارية في حين تراجع حضور اللغة الروسية لتصبح مجرد لغة تعلم اختيارية ثانية، مثل التركية والفارسية. ولا يقتصر الأمر على اللغة في نظره، بل إن التجارة مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث لا تمثل سوى 4 في المئة من حجم تجارة جورجيا مع دول العالم. وأشار الكاتب في خاتمة مقاله إلى ما قاله "إيفانشفيلي" أمام الصحفيين يوم الثلاثاء الماضي، وهو "إذا ما سألتموني هل سأكون مع أميركا أم روسيا؟... فإنني أقول إننا في جورجيا بحاجة لأن تكون لدينا علاقة طيبة مع الجميع من دون استثناء". إعداد: سعيد كامل