التقرير السنوي لمكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2011، الذي تمّ إطلاقه، مؤخراً، وتضمّن مختلف الأنشطة الإنسانية التي قامت بها دولة الإمارات في العديد من المناطق، وما قدمته من منح ومساعدات خارجية للعديد من الدول، يشير بوضوح إلى أن دولة الإمارات في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تحرص على تعظيم الاستفادة من المساعدات الخارجية من خلال رؤية شاملة ترى في المساعدات الإنمائية والإنسانية مدخلاً لتنمية المجتمعات الفقيرة في المجالات كافة. ويشير التقرير إلى أنه تم إنفاق 6.86 مليار درهم إماراتي من إجمالي المساعدات الخارجية (7.74 مليار درهم) على المشروعات التنموية خلال العام الماضي، وبما يمثّل نسبة 88.5 في المئة من حجم المساعدات الكلية، فيما تم تقديم 625.3 مليون درهم إماراتي للمساعدات الإنسانية وبزيادة مقدارها 54.2 في المئة عن عام 2010، وتم إنفاق 253.1 مليون درهم إماراتي على المساعدات الخيرية، بزيادة مقدارها 36.9 في المئة عن المساعدات المقدّمة في عام 2010. وفي الوقت ذاته، تلتزم دولة الإمارات بتقديم 674.9 مليون درهم للمشروعات المستقبلية. هذه الإحصاءات تكشف عن أمور عدة رئيسة: أولها، أن هناك زيادة واضحة في حجم المساعدات الخارجية الإماراتية خلال عام 2011، سواء كانت لأهداف إنمائية أو لمواجهة تحديات إنسانية، وهذا الأمر يمكن تفسيره في ضوء تحرك الإمارات السريع والفاعل للتعاطي مع التحديات الإنسانية التي شهدتها العديد من دول المنطقة، سواء في العالم العربي، نتيجة الأزمات والصراعات السياسية التي تشهدها بعض الدول، أو في العديد من مناطق الكوارث والأزمات، التي خلفت وراءها أوضاعاً إنسانية صعبة، كما في منطقة القرن الأفريقي وأفغانستان وباكستان. ثانيها، أن دولة الإمارات تحرص على تعظيم الاستفادة من مساعداتها الخارجية، بحيث لا تلبي احتياجات إنسانية فقط، وإنما أيضاً، وهو المهم، أن تسهم في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والصحية والتعليمية في المجتمعات الفقيرة، وهذا ما يوضحه التقرير بجلاء، حين يشير إلى أنه كان لمبادرات دولة الإمارات التنموية في عدد كبير من الدول حول العالم، دور مهم في إنشاء بنية تحتية أساسية تشمل الطرق والمدارس والمستشفيات وشبكات إمدادات المياه، وذلك من أجل تعزيز التقدم الشامل لجميع مواطني الدول التي تم إنجاز مشروعات فيها. ثالثها، أن المساعدات الخارجية الإماراتية تستند في الأساس إلى فلسفة أخلاقية، تجد روافدها في الموروث الثقافي والمجتمعي لشعب الإمارات الذي يؤمن بالتضامن والتكافل في مساعدة المحتاجين، وتستند كذلك إلى تراث طويل من العطاء وعمل الخير، أسّس له المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويعمّقه ويضيف إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والذي يعدّ رمزاً للعمل الإنساني، لما يقوم به سموه من أدوار رائدة في خدمة العمل الإنساني وتعظيم مردوداته الإيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي. ولعل ما يؤكد هذا البعد الأخلاقي، حسبما جاء في التقرير، هو تعدد الدول والمناطق التي شملتها المساعدات الخارجية خلال العام الماضي، حيث استفادت من هذه المساعدات 128 دولة، إضافة إلى المنظمات والهيئات العاملة في المجال الخيري والإنساني، ما يعني أنها لا تتقيد بنطاق جغرافي معين، وإنما توجه إلى التخفيف من معاناة البشر في أي مكان، دون نظر إلى لون أو عرق أو دين. ــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.