دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على مد يد العون والمساعدة للجميع والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في مختلف بقاع الأرض في المُلمات والكوارث التي تعصف بالدول والمجتمعات، والتي يكون ضحيتها الإنسان في المقام الأول. وبالأمس أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسساتها الحكومية الإنسانية والخيرية عن أنها قدمت مساعدات خارجية بقيمة 7,74 مليار درهم خلال العام الماضي 2011 استفادت منها 128 دولة في جميع أنحاء العالم. إن هذا الإعلان يؤكد كما قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر حرص دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على المساهمة في تنمية الشعوب الفقيرة من خلال إقامة المشاريع التنموية، بالإضافة إلى المسارعة في تقديم كل ما يلزم خلال الكوارث لإنقاذ الأرواح وللتخفيف من معاناة المتضررين. لقد كان للمبادرات التنموية التي قدمتها دولة الإمارات في عدد كبير من الدول حول العالم دور مهم في إنشاء وتطوير البنى التحتية التي تشمل الطرق والمدارس والمستشفيات وشبكات إمدادات المياه، وذلك من أجل تعزيز التقدم الشامل لجميع مواطني تلك الدول التي تم إنجاز مشاريع فيها لأن دعم التنمية لا يقتصر فقط على المساعدة في تمويل بنية تحتية جديدة بل هو أيضاً المساهمة في تحقيق التقدم ورفاهية الأفراد. إن الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية لعبت الدور الأكبر لإبراز جهود الدولة الخيرية والإنسانية من خلال برامجها ومشاريعها التي تقدمها لإغاثة أفراد المجتمعات وتوفير المأوى والغذاء والتعليم للأطفال والأيتام والمحرومين بقصد مساعدتهم على تحقيق حياة أفضل. ولا يخفى على أحد أن كل الدول الغنية وحتى متوسطة الغنى تَهب المساعدات وتقدّم المعونات لبرامج التنمية في الدول الأخرى كإحدى أهم الأدوات ذات التأثير في السياسة الخارجية. ولكن العديد من الدول التي تقدم المساعدات تقدمها مشروطة، بهدف التأثير في سياسات الدول الممنوحة وتحقيق مكاسب أو لتصدير الفكر والإيدولوجيا. فمثلاً كان الاتحاد السوفييتي السابق يقدم مساعدات مالية ضخمة للدول التي تحكمها أنظمة شيوعية أو اشتراكية، وكذلك هو الحال في المعسكر الغربي الليبرالي الرأسمالي... كما أنفقت الأنظمة الثورية مثل ليبيا في عهد القذافي ونظام الثورة الإسلامية في إيران مئات المليارات تحت مظلة تقديم مساعدات ولكن الهدف منها هو الترويج للنظام وتصدير الثورة، وكم خلقت هذه المساعدات الفتن والمشاكل! لكن الحال ليس كذلك في دولة الإمارات التي وضع لها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مبدأً راسخاً قويماً مؤداه أن تقديم المساعدات الإنسانية هو لإغاثة الإنسان أينما كان وأيّاً كان دينه أو عرقه أو ملّته... وهذا المبدأ هو الذي تسير عليه الإمارات اليوم وستظل متمسكة به لقناعتها بأن مد يد العون للإنسان إنما هي فزعة للإنسانية، وهذا هو سر السمعة الطيبة التي حباها الله لدولتنا عند شعوب وحكومات العالم. إن المساعدات الخيرية والإنسانية التي تقدمها الإمارات لإغاثة المنكوبين والمعوزين في العالم ولتطوير حياة المجتمعات البشرية النامية هي تأكيد للمواقف الأصيلة والقيم النبيلة لدولة الإمارات بلا منة أو انتظار لتحقيق مكاسب سياسية، وهذا ما جعل اسم الإمارات مرتبطاً بالخير والمحبة الإنسانية.