المبادرات التعليمية، التي تم إعلانها مؤخراً، تعكس الاهتمام الذي توليه الدولة لتطوير منظومة التعليم بمراحلها المختلفة، والارتقاء بها إلى المعايير العالمية، مثل مبادرة "التعلم الذكي على مستوى التعليم العالي في الدولة"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، مؤخراً، ومبادرة "إنشاء بيت خبرة عالمي"، التي أعلنها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤخراً، ويتمثل في "جامعة الإمارات العربية المتحدة"، و"جامعة زايد"، و"كليات التقنية العليا"، ويقدم الخدمات والاستشارات إلى مدارس الدولة، والمدارس والكليات في المنطقة والعالم. هذه المبادرات النوعية تؤكد أن منظومة التعليم تسير في الاتجاه الصحيح، وتتواكب مع حركة التطور العلمي في العالم المتقدم، فمبادرة "التعلم الذكي على مستوى التعليم العالي" في الدولة، لا شك أنها تمثل نقلة مهمة، ستسهم في إعداد الخريجين وتأهيلهم بشكل جيد وعصري، لأنها ترتكز على استخدام التقنيات الحديثة في مجال التكنولوجيا كوسائل للتعلم والمعرفة، من خلال توزيع 14 ألف جهاز حاسوب لوحي (آيباد) على الطلبة المستجدين في جامعتي "الإمارات" و"زايد" و"كليات التقنية العليا"، والذين يدرسون في المرحلة التأسيسية في المؤسسات التعليمية العليا، وهذا لا شك أنه ينطوي على مردودات إيجابية عدة، فعلاوة على أنه يتوافق مع تطلعات الجيل الحالي من الطلبة، الذين يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة، ويفضلون التعاطي مع الكتب الإلكترونية، بما يمكنهم من الحصول على المعلومات بصورة مبسطة وبالسرعة الممكنة، فإنه ينسجم مع "رؤية الإمارات 2021" التي تستهدف توفير نظام تعليمي رفيع المستوى، يربط الطالب بمجتمع المعرفة، ويمكنه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة، بما يؤدي إلى إيجاد الكوادر المواطنة، القادرة على التعاطي مع التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم في مجال التكنولوجيا وثورة المعلومات، وتطويعها من أجل التنمية وخدمة المجتمع. هذه المبادرات تندرج ضمن استراتيجية عامة لتطوير منظومة التعليم في الدولة بمختلف عناصرها، سواء تمثلت في تكثيف الاهتمام بمشروعات البنية التحتية المدرسية، والحرص على تطويرها في مختلف مناطق الدولة، أو في مضمون المناهج التعليمية كي تتواكب مع المناهج الدراسية المتطورة في الدول المتقدمة تعليمياً، وكي تعزز من تنافسية الخريجين المواطنين للوفاء بالمتطلبات الحالية والمستقبلية لسوق العمل في الدولة، أو في الاهتمام بتحسين أوضاع العاملين في المجال التعليمي والتربوي من مدرسين وإداريين، من خلال زيادة رواتبهم، وتوفير البيئة التي تضمن لهم القيام بمهامهم التعليمية والتربوية على الوجه الأكمل. يمثل النهوض بالتعليم في مراحله المختلفة أحد أهم الأهداف التي تحرص الدولة على تحقيقها، انطلاقاً من قناعتها الراسخة، بأنه يشكل أساس التنمية والرهان الحقيقي نحو المستقبل، لذا تضعه على رأس أولوياتها، من خلال توفير كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى التعليمي، وضمان حصول المواطنين والمواطنات على تعليم حديث يأخذ بأرقى المعايير العالمية على مستوى البنية التحتية والمناهج، والتقويم والتفاعل مع المجتمع، إضافة إلى الانفتاح على مؤسسات التعليم ونظمه في الخارج، من أجل الاستفادة منها في إعداد العنصر البشري المؤهل، القادر على أخذ زمام المبادرة، وتسلم راية العمل في المجالات كافة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية